على مدى يومين، اتصالات تونس تكرم أبناء أعوانها المتفوقين    حماس تنشر صورا للمرة الأولى لقادتها الشهداء بينهم محمد الضيف    وضع دليل مبسط حول تشفير البيانات على الكمبيوتر الشخصي والهواتف الذكية    نقابة الصحفيين تنضم إلى الحملة الدولية للتضامن مع الصحافة الفلسطينية    الأهلي المصري ينهي العلاقة التعاقدية مع المدرب الاسباني خوسيه ريفيرو    المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية يختتم دورته ال38 بتتويجات محلية ودولية    Ooredoo Music Fest by OPPO 3.0 يحقق نجاحاً باهراً في صفاقس    عمليات القرعة على رئاسة المجالس المحلية والجهوية تسفر عن ترؤس 3 نساء لمجالس جهويّة و36 إمرأة لمجالس محلّية    خلايا رعدية وأمطار الليلة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد اصابة أشخاص بالرش من بينهم أطفال في حفل زفاف بدوار هيشر: النيابة تفتح تحقيق..    المجمع المهني لشركات نقل العربات يقرر العودة إلى النشاط بعد قرار الإيقاف    عاجل/ ما حقيقة اغتيال أبو عبيدة؟..    في اختام مهرجان برقو: عفاف سالم تطرب الحضور    ماجل بلعباس... عاصمة الفستق البيولوجي تسجّل صابة قياسية وتتطلع للأسواق العالمية    الاتحاد المنستيري: المالي إبراهيم غادياغا يعزز الصفوف    عاجل: انطلاق حصّة التجنيد الثالثة للشبّان بداية من 1 سبتمبر...التفاصيل والشروط اللازمة    بكالوريا 2026: تبديل في برنامج العربية.. روايات ومسرحيات جديدة في الآداب    النجم الساحلي يتعاقد رسميا مع المهاجم الجزائري محمد سعيد بن معزوز    ابتداءً من غرة سبتمبر: هاو شنوّة أحوال الطقس    من غدوة: المترو 1 باش يمشي على سكة وحدة بين ''الوردية 6'' و''بن عروس''    الأسعار والبيع: كل ما يلزمك تعرفو على تذاكر ماتش تونس وليبيريا    تفاصيل التوقيت الشتوي للبريد التونسي..    عاجل بالفيديو: إحباط تهريب دولي لمخدرات كبيرة بميناء حلق الوادي وتوقيف 14 شخص    فيلم "7Dogs" السعودي يدخل غينيس برقمين عالميين    دواء جديد لعلاج الزهايمر في ألمانيا في الأيام القادمة... شوف شنيا هو    3 فصوص ثوم كل يوم: تعرف على الفوائد الخمسة اللي باش تدهشك!    من التسمم للسرطان: تخلي دبوزة الماء في الكرهبة خطر على صحتك..هاو علاش!    قابس: تواصل الاعتصام المفتوح لمجموعة من عمال المناولة بالمحطة النهائية لغاز الجنوب    ارتفاع رقم معاملات قطاع التأمين إلى 2.2 مليار دينار    مختصة نفسية: العودة المدرسية محطة حساسة على المستوى النفسي والعاطفي تستوجب الإحاطة والتحفيز    اليوم.."أسطول الصمود" يبحر إلى غزة "لكسر الحصار" الإسرائيلي    المنتخب التونسي للكرة الحديدية يتحول الى الموريس للمشاركة في بطولة افريقيا    القاهرة.. بريطانيا تغلق مبنى سفارتها في القاهرة بعد إجراء أمني مصري    بنزرت: وفاة اربعة اشخاص وإصابة إثنين في حادث مرور على مستوى مفترق مدينة اوتيك    مصادر مقربة من "أنصار الله" تعلن عن مقتل 3 وزراء آخرين في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء    السينما التونسية تواصل تألّقها في مهرجان البندقية السينمائي الدولي    توقّعات بصابة قياسية للزيتون    مفا.. أزمة في الترجي بسبب ملف المهاجم وضات متعثرة والجماهير تضغط على المنصوري    رجتان ارضيتان بخليج قابس والحمامات    دعوة المتحصلين على إعادة التوجيه إلى تأكيد تعيينهم على موقع التوجيه الجامعي    صيف المبدعين ..الشّاعرة لطيفة الشامخي .. الكُتّاب ،سيدي المؤدّب وأوّل حِبْر عرفته    مناظرة خارجية لانتداب مهندسين أول بالسلك المشترك لمهندسي الادارات العمومية    مع الشروق : في شروط الثورة الشّاملة    استقرار معدل نسبة الفائدة    أخبار الحكومة    على باب المسؤول .. مرضى القصور الكلوي يناشدون وزير الصحة    الدوري الاسباني.. ريال مدريد ينجو من كمين ريال مايوركا    الرائد الرسمي: افتتاح موسم الصيد البري 2025- 2026 يوم 5 اكتوبر 2025    عاجل/ اندلاع حريق بمصنع "التبغ" بقرمبالية..    Ooredoo Music Fest by OPPO 3.0 يحقق نجاحاً باهراً في صفاقس    معدل نسبة الفائدة في السوق النقدية لشهر أوت 2025 يستقر عند 7.50% للشهر الخامس على التوالي    السينما التونسية تواصل خطف الأضواء في كبرى المهرجانات العالمية    تونس-توزر، تونس-نابل وبقية الخطوط: مواعيد القطارات الجديدة    عاجل: الطرابلسي يعلن قائمة نسور قرطاج وقائمة المحليين للمواجهات القادمة    تاريخ الخيانات السياسية (62) ابن العلقمي يسقط دولة الخلافة (1)    النور الأخضر في صنعاء... زلزال عقائدي وعسكري يهزم المجرم نتنياهو    للتونسيين: 25 يوما على إنتهاء فصل الصيف    7 سبتمبر المقبل: معهد الرصد الجوي ينظم سهرة فلكية خاصة بخسوف القمر بمقره..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف توقعت المخابرات الأمريكية منذ عقدين حالة العالم في 2020 ؟ د.أحمد القديدي
نشر في الزمن التونسي يوم 06 - 06 - 2020


د.أحمد القديدي
ليس جديدا على الولايات المتحدة إستشراف المستقبل فهي قوة عظمى و تعرف نخبها أن أحد أسلحة القوة العظمى هو تحليل مصير الأمم لا بالتكهن العشوائي أو بضرب الودع أو قراءة الفنجان بل بالعلم نعم أنتجت أمريكا أكبر علماء استشراف المستقبل في تاريخ البشرية و أبرزهم هو (ألفين توفلر) الذي ساهم عام 2000 في إعداد هذا التقرير الصادر عام 2004 في أغلب عواصم الغرب و الذي يحمل عنوان (تقرير المخابرات الأمريكية: كيف سيكون العالم عام 2020؟) أي بعد عقدين من مرحلة وضع التقرير ضمن توقعات المخابرات الأمريكية وهي توقعات كما تعرفون تساعد البيت الأبيض والبنتاغون على التعامل الذكي مع الأحداث والأزمات والدول. أول تقرير أمريكي حول التوقعات المستقبلية صدر في عهد الرئيس الخامس (جامس مونرو) عام 1820 ليستشرف حالة العالم لسنة 1900! أي بعد 80 سنة!!! واستمرت تقاليد التوقعات العلمية الجيوسياسية الى اليوم و أذكر أني اقتنيت كتاب التقرير حال صدوره مترجما للفرنسية عام 2004 وهو يقدم لنا رؤية العلماء الأمريكان لما ستكون عليه أحوال العالم عام 2020 أي اليوم! ولا تظنوا أن (وكالة السي أي أي) توظف عملاء بوليس سري وجواسيس فقط من نوع (جامس بوند) بل إن علماء أمثال (ألفين توفلر) يتعامل مع مخابرات دولته هو وفريق من أشهر علماء الاجتماع والسياسة والمؤرخين. وقدم للكتاب (ألكسندر أدلر) وهو صحفي استقصائي ومقدم برامج في الجيوسياسة في بعض وسائل الإعلام الفرنسية والأمريكية ولديه ميول إسرائيلية لا يخفيها. تعالوا نستعرض أهم ما توقعه التقرير لعام 2020 ما دمنا نعيش هذا العام:
1) نحن نمر بمرحلة غير مسبوقة بسبب انتشار فيروس كورونا وهي مرحلة طبعت عام 2020 الى الأبد بطابع الوباء القاتل مجهول الأصول و بعيد المدى صحيا و اقتصاديا و سياسيا و لم يغفل التقرير منذ عقدين الإشارة الى ما سماه (الحرب البيولوجية) حيث قال التقرير (ص234 و ما بعدها) بأن عدوان 11 سبتمبر 2001 الإرهابي على نيويورك و واشنطن دفعت الولايات المتحدة الى تدمير أفغانستان و احتلال العراق و دخول الجيوش الأمريكية للشرق الأوسط وهو ما جعل دولا كثيرة و متوسطة القوة العسكرية تشرع في ابتكار أسلحة بيولوجية في مخابر كيميائية حكومية أو مخابر على ملك منظمات إرهابية لتصنيع سلاح يعتمد على نشر فيروسات (من صنف أنفلوانزا الطيور) أو غازات سامة (من صنف سارين) لردع أعداء أقوياء أو لإحداث قتلى لديهم لكن دولتين كبيرتين فكرتا كذلك في امتلاك هذه الأسلحة وهما الصين و الهند و يتوقع التقرير أن يحدث خلل غير مقصود يطلق هذه الأسلحة الجرثومية أو الكيميائية من مخابرها فتنتشر أصناف غير عادية من الأوبئة القاتلة في مناطق محدودة من العالم!
2) عودة الوحدة بين الدول المسلمة في شكل خلافة تتلاءم مع العصر! نعم ففي ص 33 وما بعدها يحلل التقرير يقظة الأمة الإسلامية على حقائق أغفلتها النخب المسلمة وهي أن الرابط الديني يشكل قوة روحية جامعة وتسعى شرائح من المفكرين والمؤرخين المسلمين (يقول التقرير) الى استخلاص العبرة من موت القوميات وأفول نجومها (العربية والكردية والفارسية…) لفائدة وحدة إسلامية شاملة تتشكل حول زعماء يحلمون بعودة الخلافة كما كانت في عصورها الذهبية! و يسمي التقرير تركيا و باكستان و مصر و دول الشرق الأوسط المسلمة أو ذات الأغلبية المسلمة و نحن حين نقرأ هذه التوقعات يجول ببالنا ما كتبه المفكر الأمريكي (صامويل هنتنغتون) في كتابه (صدام الحضارات) عام 1994 و كيف صنف الإسلام كعدو أول و محتمل اليقظة للغرب (المسيحي اليهودي..كما يصنفه هنتنغتون) كما نستعيد ممارسات السياسة الأمريكية في عهدي بوش الأب و الابن و التي قادها المحافظون الجدد بأيديولوجية منظرهم الأول (برنار لويس) و يقول التقرير أن سبب هذه العودة الفكرية لمبدإ الوحدة الإسلامية هو التغيير السريع الذي فاجأ المجتمعات المسلمة عن طريق انتصار الغرب و فرض قيمه و عاداته و ثقافته على مجتمعات تقليدية و هشة و يشبه التقرير هذه الظاهرة بظاهرة انتشار الفاشية في الغرب في أوساط فقراء المدن الأوروبية لتتحول مع هتلر الى مارد ينشر الموت و الحرب و الرعب! وهذا انحياز ظالم من مقدم التقرير (أدلر) وهو يهودي مسيس متعاطف مع اليمين الإسرائيلي.
3) سيشهد عام 2020 إضطرابا عميقا فيما نسميه النظام العالمي الذي يقوده ويقرره الغرب المنتصر في الحرب العالمية الثانية ليتحول القطب الثاني من روسيا إلى الصين التي ستصبح قوة عظمى لا بد أن نقرا لها حسابا في المستقبل بعد بداية انهيار قيم الغرب وتصدع وحدة ضفتية الأطلسيتين: أمريكا وأوروبا.
4) أطنب التقرير في عرض تغيرات تطرأ على الوعي والشعور بأهمية البيئة و سن قوانين لحمايتها ثم عرج على ما سماه قضية الشرق الأوسط وهو طبعا يقصد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و لكني ألاحظ شخصيا بأن مقدم التقرير هو (ألكسندر أدلر) وهو من الديانة اليهودية و عرف هنا في فرنسا بتحمسه لليمين الإسرائيلي مع الأسف و أعتقد أنه لم يفصح لنا عما جاء في التقرير حول ملف فلسطين و لذلك طلبت من زملاء أمريكان أن يمدوني بالنسخة الأصلية بالإنجليزية و قد ترجمها لدار النشر الفرنسية (جوهان فريديريك هال غادج). ولا أعلم مدى أمانته في الترجمة! على كل خلاصتي هي أن الأمم تخطط ونحن العرب الأمة الوحيدة التي يخطط لها الأخرون! رب عجل لهذه الأمة بالهدى الى سبيلك فهو سبيل الحق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.