مهدي الزغديدي يشهد العالم تدهورا إقتصاديا حادا جراء استمرار تفشي وباء فيروس كورونا. وقد حذر صندوق النقد الدولي، وهيئات أخرى من أنها قد تتسبب في أسوأ تراجع اقتصادي منذ أزمة ثلاثينيات القرن الماضي. ولم تكن المؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس في منأى عن هذه الأزمة. فمنذ إعلان رئيس الحكومة بداية تطبيق إجراءات الحجر الصحي في منتصف مارس، وجد التجار والباعة التقليدين، بل وحتى الشركات التجارية، صعوبات جمة في الترويج لمنتوجاتهم عبر مسالك التوزيع التقليدية بعد أن ألزمت الحكومة قرابة 10 ملايين تونسي بالبقاء في منازلهم. مع اضطرارهم اتباع التعليمات الخاصة بالالتزام بالمنزل، اتجه الحرفاء بشكل متزايد إلى التسوق عبر الإنترنت من أجل الحصول على احتياجاتهم الأساسية اليومية من المواد الغذائية والصحية، بل وحتى المواد الإلكترونية والملابس الجاهزة ومواد التجميل. أمام هذا السلوك الإستهلاكي الجديد، وجدت عدة مؤسسات تجارية نفسها مضطرة للتعامل مع هذه الوضعية. لذا فقد اتجهت عدة مؤسسات وعلامات تجارية إلى منصات التجارة الإلكترونية المعروفة كجوميا وفونا وغيرهما. كما عرفت هذه الفترة ظهور العديد من المنصات التي تقدم مختلفة الخدمات التجارية الإلكترونية كاللوجستيك والدراسة والأفلام إلخ. وقد أفادنا مصدر من جوميا باتصالنا به أن المنصة شهدت ارتفاع الطلب عليها من الطرفين، فقد ارتفع عدد الزائرين بشكل ملحوظ، كما ارتفع الطلب من الباعة والمؤسسات الجدد لعرض منتوجاتهم مضيفا أن أزمة الكورونا قامت برفع وعي المؤسسات لأهمية الانتقال السريع لمنظومة التجارة الإلكترونية عبر مواقعها أو عبر المنصات الكبرى كجوميا. كما أفاد مصدرنا أن اعتماد المؤسسات على منصات التجارة الإلكترونية هي فرصة لها لكسب المزيد من الحرفاء. فقد أجبرت هذه الظروف كبار السن على التخلي عن العادات التقليدية في التسوق عبر الأسواق والمحلات التجارية المعتادين التسوق من خلالها، واتجهوا للإعتماد على خدمات التسوق عبر الإنترنت. وهذه فرصة جيدة تفتح الطريق للتجارة الإلكترونية لكسب هذه الشريحة من الجمهور فهو على استعداد مواكبة العصر التكنولوجي الآن من أجل حماية أنفسهم من الإصابة بوباء فيروس كورونا المستجد، حيث من المتوقع عدم التخلي عن هذا السلوك بعد انتهاء الوباء بل سيظل التسوق عبر الإنترنت مزدهرا. إذا وفي ظل هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها تونس، أصبحت التجارة الإلكترونية تعد بصيص أمل للتجار والشركات. فالوضع يبشر بخير كما ذكرنا مع ازدهار التسوق الإلكتروني، فهذا النجاح يمكن أن يعتبر بوابة لمنعطف جديد للتجارة الإلكترونية في تونس حتى بعد فيروس كورونا. لم يتم اكتشاف لقاح ولا دواء لكورونا المستجد حتى الآن، لكن يمكن القول أن التجارة الإلكترونية قد تعتبر دواءً للعديد من الأسواق والمحلات التجارية والتي ستنقذها من الإفلاس.