وات - استهتار أغلب المواطنين التونسيين وعدم احترامهم للإجراءات التي نادت بها الدولة للخروج والابتعاد عن شبح الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، ظاهرة جلية في شوارع العاصمة بعد رفع قيود الحجر الصحّي الشامل والموجه، رغم تحذيرات الجهات الصحية من احتمال حصول موجة ثانية من الممكن أن تكون نتائجها وخيمة. وفي استقراء لآراء مجموعة من المواطنين عن سبب عدم الالتزام بالإجراءات التي أقرتها الدولة بهدف تطويق الأزمة، أكد أغلبهم أن النجاح الذي حققته تونس إلى حد الآن شجع الكثير من التونسيين على تجاهل التوصيات الوقائية الصحية، وعبر معظمهم عن التخوف من حصول موجة أخرى من "كوفيد-19"، جراء هذا السلوك الذي قد يتسبب في خطر كبير في المرحلة القادمة. ولم يخف من تحدثت إليهم موفدة (وات) خشيتهم من الدخول في "دوامة" يصعب الخروج منها، في حال تفشي الفيروس من جديد في أوساط المجتمع التونسي، لا سيّما في ظل إمكانيات الدولة المحدودة لمجابهة الجائحة. واستحسن عدد من المستجوبين، تنفيذ الإجراءات الوقائية ببعض المحلات التجارية بالشوارع الفرعية للعاصمة، آملين أن يتم تعميمها على جميع محلات العاصمة، التي لم يلتزم بعضها بالصرامة الضرورية في تفعيل التدابير الصّحّية الوقائية التي أقرّتها الدّولة لتفادي الإصابة "بكوفيد-19"، وخاصة النقاط التي تشهد إقبالا مكثفا للزبائن، داعين إلى ضرورة توفر رقابة مشدّدة عليها في علاقة بتطبيق إجراءات تطهير وتعقيم مكان العمل يوميا، قبل بداية نشاطها وبعده، كإجراء احترازي من احتمال انتشار عدوى الفيروس مرّة أخرى. والملفت للانتباه، تجاوب بعض تجار المحلات التجارية بالعاصمة للإجراءات المقرّرة من طرف الجهات المختصة، في مجابهة انتشار"كوفيد-19"، وذلك باحترام التباعد بين التاجر والحريف، على غرار ما تم تطبيقه من طرف الصيدليات وعدد من محلات بيع المواد الغذائية، فضلا عن وضع معلقات على واجهات المحلات تفرض إجبارية وضع الكمامات. وأكد بعض التجار الذين يمارسون نشاطهم بعدد من المحلات في الشوارع الفرعية للعاصمة، امتثالهم لتطبيق جميع الإجراءات الوقائية المنصوص عليها، مشيرين إلى أن ذلك من شأنه أن يقيهم وعائلاتهم من خطر الإصابة بالفيروس. التخوف من عودة انتشار الفيروس عبر عنه عدد من المواطنين، إثر ارتفاع عدد الإصابات الوافدة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية تزامنا مع بداية عودة التونسيين بالخارج، ومع اقتراب موعد فتح المجال الجوي واستئناف الرحلات المقرر يوم 27 جوان الجاري. وكان رئيس لجنة الحجر الصحي بوزارة الصحة، محمد الرابحي، قد أقرّ، في تصريح ل(وات) أمس، بوجود مخاطر حقيقية لتسجيل موجة ثانية من فيروس "كورونا" المستجد، في حال عدم تتقيد التونسيين العائدين من الخارج بإجراءات الحجر الصحي الذاتي طيلة 14 يوما، مضيفا أن الأقلية التي لا تحترم الإجراءات قد تتسبب في حصول موجة جديدة لانتشار الفيروس إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الوباء الذي يتميز بسرعة الانتشار. يذكر أن الحكومة قررت الرفع التدريجي للحجر الصحي الشامل الذي بدأ تطبيقه يوم 23 مارس 2020 لاحتواء انتشار الوباء، من خلال اقرار حجر صحي موجه انطلق الاثنين 4 ماي المنقضي، وتواصل على ثلاث مراحل الى حدود 14 جوان الجاري.