وات - تحت عنوان "تأصيل الحداثة من توفيق بكّار إلى حسين الواد"، انتظمت، الاحد بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، الدورة الثالثة ل"ملتقى توفيق بكّار للتّربية والثّقافة والإبداع"، إحياء لذكراه وتكريما لإبداعاته البارزة في المجالات الأدبية واللّغوية واللّسانية وخاصّة في مجال المنهجيّة الحديثة. وقال أستاذ الأدب القديم والنّظريات الأدبية والمناهج الحديثة بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنّوبة، العربي خضر، أنّ هذ ه الدّورة، التّي تنظمّها الجمعية التونسية للتربية والثقافة، ترنو الى إحياء ذكرى فقيدي الأدب توفيق بكار (1927-2017)، وحسين الواد (1948 - 2018)، وكلاهما من روّاد الدّراسات النّقدية الحديثة. ويقدّم عدد من الاساتذة والدكاترة الجامعيين في هذا الملتقى مداخلات ذات صلة بتأصيل الحداثة علاوة على مجموعة من القراءات الابداعيّة مهداة لروحي الاستاذين توفيق بكّار وحسين الواد مع تنظيم معرض كتب خاص بالأعمال الكاملة لحسين الواد والصادرة حديثا. وبيّن خضر، أنّ توفيق بكّار، كان" صاحب درس" خاصة في السرديات وكوّن أجيالا في هذا المجال خاصّة من خلال المقدّمات التي خصصها لكتابي محمود المسعدي "السّد" و"حدّث ابو هريرة قال"، أمّا حسين الواد فهو أوّل من طبّق المنهج البنيوي او الدراسات السردية الحديثة في تونس والعالم العربي من خلال دراسته "البنية القصصية في رسالة الغفران". وابرز ان التجديد الفكري في الدرس الادبي والفلسفي بدات تظهر من خلال دروس توفيق بكّار التي تجمع بين شيئين يمكن ان نطلق عليها شعار "جدّة القديم" (بكسر الجيم وفتح الدّال)، والحداثة مواجهة هذا الجديد الذي لا يمكن ان تقاس قيمته الا بالقديم. وتابع بقوله: إنّ بكّار كان يجمع بين المعرفة العميقة بالتراث والمعرفة الجيّدة بالمناهج النقدية الحديثة وقدرته في هذا الجدل الذي يصنعه بين القديم والجديد وخاصة في الدرس الحيّ يشار الى أنّ النّاقد والأكاديمي التونسي توفيق بكّار، ترك أثراً في تجربة النقد التونسية والعربية، إذ كان منفتحاً على المناهج الحديثة وهو الذي فتح جامعات بلاده على هذه المناهج، ليحمل صفة المجدّد والناقد غير التقليدي. وقد تعلّم بكّار المناهج وعرفها جيداً لكنه خرج عنها أيضاً وتحرّر منها، فكانت أداة للمعرفة وليست طريقاً لا حياد عنه ذكرى