وات - بلوحات فلكلورية أمّنتها فرق الفنون الشعبية وتخلّلتها بعض المداخلات الشعرية وعروض المداوري والفروسية افتتحت عشية الامس الجمعة الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي في منطقة "غليسية القدارة" التي تتواصل على امتداد ثلاثة ايام تحت شعار " تاريخنا شاهد على عراقتنا" العروض التي احتضنتها ساحة المهرجان في غليسية القديمة جسّدت لوحات من العادات والتقاليد المتوارثة عن الاباء والاجداد وخاصة منها عروض الفروسية التي ابرزت قدرة اهل البادية على تطويع الخيل لتكون محور لوحة فنية متكاملة تجمع بين مختلف الاجيال " الاجداد والاباء والاحفاد" في ركوبهم للخيل التي تتراقص على نغمات طبول الفرق الشعبية تارة وتركض تارة اخرى في عرض المداوري وهو عرض يركض خلاله الجواد في حلقة دائرية يقوم اثناءها فارسه بالقيام بحركات بهلوانية تجمع بين الخطورة والجمال لتبرز مهارة هذا الفارس وتناغم حركاته مع حركة الجواد وتواصلت عروض اليوم الاول من المهرجان مع الشاعر الشعبي البشير عبد العظيم الذي أبرز في قصائده عراقة عادات وتقاليد اهل البادية ومكانة المراة في هذه الربوع ليفسح المجال اثرها للوحة رقصة الزقايري ثم كانت السهرة مخصصة للعرض الفني الذي أمّنته مجموعة الاوتار الذهبية والفنان لزهر شعير الذي تفاعل معه الجمهور بالتصفيق و ترديد كلمات بعض اغانيه المعروفة وأوضح مدير هذا المهرجان مبروك القدري ل(وات) ان برنامج هذه الدورة طرا عليه تغيير في اخر لحظة حيث تم تعويض سهرة الفنان انيس الخماسي بسهرة مجموعة اولاد شعير معبّرا عن امله في ان تنجح هذه التظاهرة في التعريف بالمخزون الحضاري لهذه الربوع. اضاف أن بقية فقرات المهرجان ستتواصل على حالها حيث سيخصص اليوم الثاني لعرض العرس التقليدي وتنظيم مسابقة في الاكلة الشعبية وتقديم العمل المسرحي "المنسي" لمجموعة الحلم المسرحي بقفصة في حين يكون رواد هذه التظاهرة في يومها الختامي على موعد مع " عرض غجر" لمجموعة سميح المحجوبي وهو عبارة عن فسيفساء فنية من الانغام ومن ناحيتهم اكد عدد من اهالي المنطقة ان النجاح في تنظيم الدورة الثالثة من المهرجان يمثّل تحدّيا في ظل الوضع الوبائي الذي تمر به البلاد مشيرين الى اهمية الفعل الثقافي في تعريف الاجيال الصاعدة بعادات وتقاليد الاجداد التي باتت مهددة بالاندثار وداعين الى الاسهام في انجاح التظاهرات التي تحتضنها الجهة عبر مساعدة القائمين على المهرجانات من خلال الانضباط للبروتوكولات الصحية.