نصرالدين السويلمي وإن كان رئيس الجمهوريّة عبّر عن عدم استعداده لإجراء حوار على شاكلة الحوارات السابقة وهو ما رجّح رغبته في مواصلة هندسة مشروعه الخاصّ بعيدا عن أجندة القوى الأيديولوجيّة والحزبيّة المهيمنة على الاتحاد، فإنّ حركة النّهضة وإثر لقاء نورالدّين الطبوبي برئيسها ورئيس البرلمان راشد الغنّوشي وإثر اجتماع مكتبها التنفيذي رحّبت بمبادرة الاتحاد وقبلت بمبدأ الحوار الوطني مع استبعاد الشروط التي طرحها سامي الطاهري وأصرّ من خلالها على ادراج المحور السياسي في المحاور التي سيتناولها الحوار، وكان الطاهري أكّد " إن الاتحاد لا يقبل بحوار اقتصادي واجتماعي معزول عن الوضع العام وخاصة الملف السياسي في البلاد"، لكن النّهضة استعملت في بيان مكتبها التنفيذي القبول الواضح للمبادرة والرفض الناعم لاشتراطات الطاهري، وعلى النّهضة أن تتمسّك بتحييد الملف السياسي الذي هو من اختصاص الحكومة والبرلمان والرئاسة، والأكيد أنّ الانحناء أمام لهفة القوى الحزبيّة الفاشلة انتخابيّا والمتخندقة داخل الاتحاد سيكرّس اشكال السلطة الموازية ومن ثمّ كارثة الدولة الموزاية. وجاء في بيان التنفيذي النّهضاوي أنّ الحركة تعلن" ترحيبها بكلّ دعوات الحوار الوطني، وفي مقدمتها مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والهادفة إلى التوافق حول الخيارات الاقتصاديّة الكبرى والإصلاحات المستعجلة الكفيلة بالخروج بالبلاد من الوضع الراهن، والمفضية إلى وضوح الرؤية الاقتصاديّة والاجتماعيّة للعمل الحكومي والتخفيف من تداعيات جائحة كورونا."