الأناضول - قبائل برقة طالبت بإخراج مليشيات حفتر من بنغازي وكشف مصير وفتح تحقيقات حول مصير المختفين قسريا، وقبيلة تهدد باستهداف السيارات المعتمة والملثمين.. بشكل غير مألوف، طالب أعيان وشباب من قبائل إقليم برقة شرقي ليبيا، مليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، بالانسحاب من مدينة بنغازي، والكشف عن مصير المختطفين، وحملوها مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية. فمنذ بيان أعيان وشباب قبيلة العواقير ببنغازي، في 11 مارس/آذار الجاري، المنددة بتدهور الأمن في المدينة، تتالت اجتماعات وبيانات أعيان قبائل برقة، الموالية لحفتر لكنها ضاقت ذرعا بممارسات مليشياته، بحسب وسائل إعلام محلية. يأتي ذلك عقب منح مجلس النواب الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسية عبد الحميد الدبيبة في 10 مارس/آذار الجاري. حيث اجتمع أعيان مدينة المرج (100 كلم شرق بنغازي) في 14 مارس للتنديد بالوضع الذي آلت إليه بنغازي عاصمة الشرق الليبي. تلاه اجتماع موسع لأعيان قبائل برقة في بلدة الأبيار (800 كلم شرق بنغازي) في 15 مارس، ورابع في بلدة سلوق (60 كلم جنوببنغازي)، طالب فيه المجتمعون بتوفير الأمن في بنغازي، وإخراج المليشيات منها، بحسب بيانات مصورة، نشرت على وسائل إعلام محلية وشبكات التواصل الاجتماعي. ** دعوة المحكمة الجنائية للتحقيق في جرائم بنغازي آخر اجتماع لمشايخ وأعيان برقة كان لافتا دعوتهم الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في قضايا القتل والخطف في بنغازي وعلى رأسها مصير النائبة سهام سرقيوة. ففي 17 يوليو/تموز 2019، هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لحفتر منزل سرقيوة في بنغازي، واقتادتها إلى جهة مجهولة، إثر مطالبتها بوقف العدوان على طرابلس. كما أعرب البيان عن استنكارهم لما تقترفه المجموعات المسلحة داخل بنغازي من الاعتداء على المواطنين والأملاك العامة والخاصة، وطالب بالكشف عن السجون السرية ومحاسبة القائمين عليها. واستنكر أعيان برقة ما تقترفه المجموعات المسلحة (مليشيات حفتر) داخل بنغازي من الاعتداء على المواطنين والأملاك العامة والخاصة. ** المطالبة بإخراج مليشيات حفتر من بنغازي أكثر المطالب جرأة تلك التي صدرت في اجتماع أعيان برقة بالأبيار، والتي طالبت بإخراج مليشيات حفتر من بنغازي. وطالب البيان ب"فتح التحقيق في كل الأعمال الإرهابية ومنها اغتيال الناشطة حنان البرعصي (2020) واختطاف النائبة سهام سرقيوة (2019) ومقتل شيخ قبيلة العواقير، أبريّك اللواطي في تفجير (2017)". وتتهم عدة أطراف ليبية مليشيات حفتر بالوقوف وراء اغتيال المحامية حنان البرعصي، وسط بنغازي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد اتهامها شخصيات في محيط حفتر بالفساد، في مقطع مصور نشرته على صفحتها بفيسبوك. كما أثار البيان مسألة السجون السرية في برقة، وطالب بالكشف عنها، "ومعرفة مصير كل المختطفين، ومعاقبة من قاموا بالخطف أو أمروا به"، دون توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة. ** مدينة قائد أركان حفتر تستنكر مدينة المرج، معقل قبيلة العرفة التي يتحدر منها عبد الرزاق الناظور، قائد أركان حفتر، احتضنت هي الأخرى اجتماعا انحصر في بعض أعيانها وشبابها. واستنكرت أعيان المرج ما تشهده بنغازي من اغتيالات واعتداء على النساء واقتحام للبيوت وانتهاك للأعراض. ولفت البيان، إلى أن "مصدر هذه الانتهاكات واحد"، دون تحديده، لكنهم أشاروا أنهم يؤيدون البيان الذي صدر عن قبيلة العواقير في 11 مارس/آذار الجاري. وفي 11 مارس الجاري، حذر بيان مصور لأعيان قبيلة العواقير، بثته وسائل إعلام محلية بينها قناة فبراير، باستهداف السيارات المعتمة التي لا تحتوي على لوحات في بنغازي. وأمهلوا الجهات المختصة "أسبوعًا للقضاء على الاختراقات الأمنية بالمدينة". وشددوا على "عدم أحقية مليشيات حفتر في القبض على أي مدني إلا من خلال الأجهزة الشرطية". ** حفتر يتحرك لاستيعاب الأمر وقبل انفلات الأمور، استقبل حفتر، في 15 مارس، بمكتبه، وفدًا من أعيان ومشايخ قبيلة العواقير، لعرض شكاويهم، قبل أن يعلن عن قرارات لامتصاص غضبهم. وشدد حفتر على ضرورة أن تكون أي إجراءات قبض (توقيف)، صادرة من النيابة العسكرية، وحذر المخالفين بالمحاسبة والمحاكمة، بحسب موقع "بوابة إفريقيا" الإخباري. وأعطى تعليماته "بإلزام جميع الوحدات العسكرية بطلاء آلياتها باللون المخصص للجيش، وإلصاق شعاراتها على الآليات العسكرية، وأن تكون حركتها وفق الضوابط المتبعة بالقوانين العسكرية". كما أصدر موالون لحفتر من قبيلة الفواخر، ببلدة سلوق (جنوببنغازي) بيانا يعلنون تأييدهم له، ونفي وجود ملثمين بمدينتهم، لكنهم شددوا على أنهم ضد أي إجراء خارج القانون، وطالبوا أيضا بتوضيح مصير المغيبين (المختفين قسريا). وتشهد بنغازي بحسب ناشطين إعلاميين وحقوقيين ترديا أمنيا وتجاوزات لعناصر موالية لحفتر. ومطلع الشهر الجاري، وثق مقطع فيديو متداول حادثة تحطيم الرائد محمود الورفلي، والمطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، محتويات مقر وكالة تويوتا في بنغازي، برفقة مجموعة ترتدي زيا عسكريا. وأثار اقتحام الورفلي لوكالة تويوتا موجة استياء في الشرق الليبي، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وعكس حالة الانفلات الأمني ببنغازي، التي شهدت عدة حالات قتل واختطاف.