- طارق عمراني - نشرت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية على موقعها الالكتروني تقريرا تحت عنوان Decolonizing the Hunt for Dinosaurs and Other Fossils تحدث عن زيارة طالب دكتورا في جامعة اوبسالا السويدية الى مدينة المتلوي في قفصة سنة 2019 في اطار رحلة استكشافية للبحث عن الحفريات في مناجم الفوسفات حيث الصخور التي يبلغ عمرها 56 مليون عام شهدت تحولات مناخية عملاقة و شهدت انقراضا جماعيا لحيوانات مفترسة على غرار أسماك القرش . و اشار التقرير الى ان محمد البزي و هو طالب دكتورا سويدي من اصول عربية قد اختار مع فريقه التواصل مع سكان المدينة و قدم محاضرات حول تاريخ المنطقة عكس منهج بعض الباحثين القائم على السرية . وأضافت النيويورك تايمز أن الحفريات التي جمعها الفريق السويدي على جانب من الاهمية لمعرفة المزيد من المعلومات حول طريقة تكيف الحيوانات في العصر الايوسيني و هي فترة قد تنبؤ بما يخفيه الكون من أسرار حيث قرر فريق البحث اعادة هذه الحفريات بعد انهاء الدراسة ليقطع مع الثقافة الاستعمارية القائمة على نهب الأثار و اعتبر محمد بزي أن منطقة شمال افريقيا تعتبر كنزا تاريخيها بما تحتويه صخورها من أثار اجتذبت العلماء منذ القرن التاسع عشر لكن بتصدير الحفريات الى المؤسسات العلمية الغربية دون اعادتها بطريقة غير اخلاقية . وتحدث العالم السويدي للصحيفة الامريكية عن رحلته إلى أنقاض متحف في مدينة المتلوي كان قد احترق خلال الإحتجاجات التي عرفتها تونس سنة 2010 . و اعتبر محمد بزي بأنه قد تفاجأ بالثروة التاريخية الضخمة في المكان .. اصداف ضخمة للسلاحف و عظام فك تمساح و فقرات الديناصورات و انياب قرش و حتى بقايا بشرية قديمة كلها متناثرة في الأرضية المترّبة و الانقاض المتفحمة . و اعتبر فريق البحث بأنه قد قرر حماية هذه الأثار الثمينة بدل ازالتها حتى تكون مرجعا علميا لكل من يريد البحث في مجال الحفريات حيث دخلوا في شراكة مع سكان المدينة لمساعدتهم في انقاذ الرفات و ذلك بالتنسيق مع رئيسة البلدية و المجتمع المدني ، كما قام الفريق بفهرسة العظام و ارسالها لمنشأة حكومية في قفصة.