وات - أبرز المتدخلون، عشية اليوم الجمعة، خلال موكب الاحتفاء بالنجاح التام لمرحلة ما بعد إطلاق القمر الصناعي "تحدي واحد"، الذي تزامن إطلاقه مع مرور ستين سنة على إرسال أول رائد للفضاء، أهمية نجاح هذا المشروع، الذي اعتبروا أنه "يعكس الصورة المشرقة لتونس، رغم كل ما تواجهه من صعوبات". وفي هذ السياق، شددت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، رئيسة الهيئة الوطنية للفضاء الخارجي، ألفة بنعودة صيود، على أن "هذا النجاح يعكس الوجه الحقيقي لتونس، التي اختارت الاستثمار في رأس المال البشري، ووفقت في ذلك وحققت نتائج مشرفة"، مؤكدة أن الوزارة سائرة في اتجاه التشجيع على هذا المجال، خاصة في علاقة بالبحث العلمي، وباتجاه إحداث الوكالة الوطنية للفضاء، وتعزيز التكوين فيه عبر شراكة مع روسيا والمؤسسات الخاصة، من خلال إحداث دبلوم هندسة الفضاء. واعتبرت أن "هذا الكسب حققه شباب تونسي درس في الجامعة التونسية، وهي أول خطوة في مجال الفضاء، الذي يعد مجالا استراتيجيا على المستوى العالمي له أهمية بالغة في مجالات مختلفة، عدا المجال الدفاعي، على غرار المجال الاقتصادي والطب والمناخ والفلاحة والبيئة". من ناحيته، قال وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، إن نجاح مهمة "تحدي واحد ، يبرهن، حسب تقديره، على أن "تونس بلد الخلق والإبداع"، معبرا عن الأمل في أن يلي "التحدي واحد"، "تحديات أخرى في جميع المجالات". واعتبر أن هذا المشروع تجربة جديدة لتونس سوف تنعكس إيجابا على مختلف أرجاء المنطقة وافريقيا، مشيرا إلى أنه سيتم في السنوات المقبلة بعث مشروع إفريقي لتكنولوجيا الفضاء ينطلق بتقنيات إفريقية وبخبرة ومساعدة تونسية، على أن يتم إثر هذا المشروع إحداث نواة أخرى للتعليم في الجامعة التونسية لإعداد مختصين في علوم الفضاء، عن طريق تعاون تونسي روسي في المجال، وتطوير البحث العلمي والبحث في مجال الفضاء. وأكد مدير عام مجمع " تلنات"، محمد فريخة، النجاح التام لمرحلة ما بعد إطلاق القمر الصناعي "تحدي واحد"، حيث نجح في تبادل المعلومات مع الأرض عبر بروتوكول "لورا" الذي تم تطويره ليصبح قادرا على تأمين الاتصالات الفضائية الأرضية عبر فريق "تلنات"، وهي أول تجربة في العالم، حسب قوله، ما سيعزز مكانة تونس وموقع " تلنات" في المجال التكنولوجي. وأفاد بأن مؤسسته ستوقع قريبا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتفاقا لتطوير التعاون في مجال الفضاء وتصنيع الجيل الجديد من الأقمار الصناعية، وفتح مخابرها للجامعات التونسية والطلبة والباحثين من أجل تعميم التجربة التي راكمها المجمع في مجال التكنولوجيات الحديثة من خلال تنفيذ مشروع "تحدي واحد". وأكد فريخة أن تونس قادرة على أن تكون قطبا افريقيا لما تمتلكه من إمكانيات بشرية وعلمية ومهندسين، مبرزا ضرورة تعزيز التكوين الهندسي وتشجيع المبادرات والبحث العلمي، خاصة أن تونس تهدف إلى أن تكون أول بلد افريقي يدرس تكنولوجيات صناعة الأقمار الصناعية، وأن تكون منفتحة على القارة الافريقية لتدريس هذا الاختصاص . ولفت إلى أنه تمت دعوة بعض سفراء الدول الافريقية، لا سيما وأن المؤسسة تعمل على تعزيز التعاون مع بلدان القارة من أجل اقتحام عالم الفضاء وإرسال أقمارها الصناعية، مشيرا إلى أن "تلنات" تعمل على اطلاق 30 قمرا صناعيا بالتعاون مع البلدان الافريقية لتوفير خدمة انترنات الأشياء للقارة السمراء. من جانبه، أفاد سفير روسيا لدى تونس، سيرغي نيكولاياف، أن العمل حثيث، في إطار مذكرة تفاهم تم توقيعها، حول مسألة إنتاج مشترك لأجهزة فضاء مصغرة ومختلف مكوناتها وحاجياتها للتصدير، موضحا أنه سيتم في أفق 2023 تصنيع وإطلاق 30 قمرا صناعيا في مجال الأقمار النانوية التونسية مزودة بتجهيزات اتصالية معقدة جدا. وأشار، من ناحية أخرى، إلى أن مراكز تكوين ومخابر بحث في مجال الفضاء سيتم إحداثها في تونس، مؤكدا أن السلطات الروسية، التي قال إنها تحظى بسمعة عالية في مجال استكشاف الفضاء سلميا، كانت شاهدا على القدرات التكنولوجية العالية ل" تلنات هولدينغ". وبين أن هذه التجربة تثبت أن الشباب التونسي قادر على الاستفادة من الفرص المتاحة لإثبات كفاءاته وقدراته على تحقيق مشاريع واتخاذ قرارات علمية تقنية جريئة، لافتا إلى أنه ليس اعتباطيا أن تكون "تلنات" أول شركة عربية وإفريقية عاملة في مجالي التكنولوجيا والاتصالات، تحدث فرعا لها في مراكز "سكلوكلوكوفو" الشهيرة، في السيليكون فاليه الروسية. يشار إلى أن الموكب حضره عدد من سفراء الدول الافريقية وأعضاء الهيئة الوطنية للفضاء الخارجي، وتم خلاله تقديم ثلاثة أفلام توثيقية حول "يوري غاغارين" ووكالة الفضاء "روس كوسموس" ومشروع القمر الصناعي "تحدي واحد" التونسي، الذي طورته وأطلقته "تلنات" بخبرات تونسية 100 بالمائة. كما تم بالمناسبة تقديم عرض للباليه الروسي وعرض لكورال الأطفال في أغنية حول الفضاء. أخبار "وات" المنشورة على باب نات، تعود حقوق ملكيتها الكاملة أدبيا وماديا في إطار القانون إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء . ولا يجوز استخدام تلك المواد والمنتجات، بأية طريقة كانت. وكل اعتداء على حقوق ملكية الوكالة لمنتوجها، يعرض مقترفه، للتتبعات الجزائية طبقا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل
