تقفُ تونس على أعتاب إنجاز تاريخي يتمثل في الاستعداد لإطلاق أول قمر صناعي تونسي يوم السبت 20 مارس الموافق لعيد الاستقلال، تحت رعاية شركة "تلنات" التي أسسها رجل الأعمال التونسي محمد فريخة وهي أول شركة خاصة إفريقية وعربية تطور بإمكانيات محليّة بحتة قمرا صناعيا. واليوم 17 مارس، حضر وفد من شركة تلنات عملية تركيز المركبة الفضائية Soyouz2 التي ستقوم بنقل القمر الصناعي التونسي "تحدي واحد" إلى مداره حول الأرض على منصة الإطلاق بالقاعدة الفضائية "بايكانور" بكزاخستان. ومحمد فريخة هو نائب سابق في البرلمان وهو أحد كبار رجال الأعمال في تونس، ولد في صفاقس سنة 1963، نجح في البكالوريا بأحسن معدل في تونس، زاول تعليمه في فرنسا في المدرسة التحضيرية للمهندسين لويس لوقران، ثم مدرسة المهندسين سنة 1984، ثم المدرسة الوطنية العليا للاتصالات في باريس بين 1986 و1988، ثم أسّس شركة تلنات للتكنولوجيا والهندسة والبرمجيات بسبعة مهندسين لتصبح واحدة من اكبر شركات الهندسة والتكنولوجيا في إفريقيا ب1000 مهندس تونسي. وعلاوة على الحدث الوطني والعالمي المرتقب في المجال التكنولوجي، كان لمحمد فريخة لقاءات ديبلوماسية مثمرة في روسيا أفضت إلى جملة من الاتفاقيات، التي لن يستفيد مجمع تلنات فحسب بل كذلك الدولة التونسية. وخلال اليومين الماضيين، عقد رجل الاعمال محمد فريخة لقاءات هامة مع مسؤولين رفيعي المستوى بروسيا. ويوم الاثنين، التقى فريخة بميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتن بمقر وزارة الخارجية الروسية، للتباحث حول جعل تونس قطب إفريقي في مجال تصنيع الجيل الجديد من الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى التباحث حول إحداث مدرسة للمهندسين في تونس مختصة في تدريس تكنولوجيات الفضاء وتصنيع الأقمار الصناعية ومركبات الفضائية بالتعاون مع روسيا ستكون منفتحة على الطلبة والمهندسين في كامل القارة الإفريقية. والتقى فريخة بنائبين روسيّين في مجلس "الدوما" كما استقبل من قبل نائب وزير العمل الروسي والمكلف باللجنة المشتركة التونسية الروسية. كما أثمر لقاء جمع وفد عن مجمع تلنات برئاسة محمد فريخة وسفير تونسبروسيا ووفد عن وكالة الفضاء الروسية برئاسة مديرها العام إلى مجموعة اتفاقات لدعم تكنولوجيات الفضاء في تونس والمشاركة في تحويل بلادنا إلى قطب إفريقي لتصنيع الجيل الجديد من الأقمار الصناعية. وقد تم الاتفاق على إرسال مجموعة من الترشيحات والسير الذاتية لشابات تونسيات إلى وكالة الفضاء الروسية وفي حال توفرت الشروط في إحدى المرشحات سينطلق تدريبها فورا، وفي حال لم تتوفر الشروط سيتم اختيار مرشحة لتكوينها وتدريبها من قبل وكالة الفضاء الروسية لتكون رائدة فضاء. كما تعهدت وكالة الفضاء الروسية بتوفير منح دراسة لطلبة تونسيين يتم اختيارهم للدراسة في مدارس روسية مختصة في مجال تكنولوجيات الفضاء. وسيتم دعم التكوين وتمكين عدد من الطلبة والمهندسين التونسيين من زيارة المؤسسات الروسية الناشطة في مجال تصنيع الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. كذلك عقد محمد فريخة لقاءات اعلامية مع عدد من وسائل الإعلام الروسية على غرار قناة روسيا اليوم ووكالة الأنباء الرسمية الروسية سبوتنيك. وقد تناولت هذه اللقاءات نجاح الخبرات التونسية ونجاح شركة "تلنات" كأول شركة خاصة عربية وافريقية في تصنيع قمر صناعي بإمكانيات محلية وجهود ذاتية، الذي سينطلق الى الفضاء عبر المركبة الفضائية الروسية Soyouz2 يوم 20 مارس 2021. وخلال هذه اللقاءات روج رجل الأعمال التونسي لصورة الكفاءات والخبرات التونسية والإمكانيات الهامة البشرية الموجودة في البلاد والقادرة على استقطاب اكبر الاستثمارات في المجال التكنولوجي. وفي التعليقات على الصفحة الرسمية الخاصة بمحمد فريخة، أشاد مدونون بالمجهود المثر الذي يقوم به محمد فريخة، وفي المقابل انتقد آخرون غياب وسائل الإعلام التونسية عن تغطية لقاءاته في روسيا. وكتبت ريم الخالدي "يعطيك الصحة وربّي يوفقك.. فخر لتونس.. هكذا تكون الوطنية الحق". وعلق بلحسن العروسي "بالله فماش وسيلة إعلامية تونسية انتبهت أو تحدثت عن الموضوع؟" ورغم خطواته المهمة في خدمة صورة تونس تونس داخليّا وخارجيّا، وقع رجل الأعمال النائب السابق بالبرلمان محمد فريخة، خلال السنوات الماضية، ضحية تشويه إعلامي بخلفيات سياسية حزبية وإيديولوجية، بما نال من صورة الرجل وتسبب جزئيّا في إفلاس شركته "سيفاكس للطيران" التي أسسها بتمويل ذاتي. ويؤكد الفريخة في تدوينة على صفحته الرسمية "بالفايسبوك" أنه تعرض لتشويه اعلامي حيث زعم البعض أن "شركة سيفاكس" أسست من أموال الشعب في حين أن ذلك غير صحيح فقد أسست الشركة بتمويل ذاتي ولم يحصل على أي قرض، وفق تعبيره. وختم محمد فريخة تدوينته بالقول "الحياة ليست سهلة فيها نجاحات وفيها صعوبات ولكن مهما كانت الصعوبات والعراقيل يجب أن نتشبث بالحلم ولا نستسلم إلى قوى التدمير والجر للوراء". ويوم 4 مارس الحالي، زار رئيس الجمهورية قيس سعيد مقر مجمع تلنات، في رسالة تقدير للمؤسسة وللشباب التونسي العامل فيها الذي أنجز مشروع أول قمر صناعي تونسي.