وات - أصدر الصحفي ورئيس التحرير بوكالة تونس افريقيا للأنباء سابقا محمد المهدي الحطاب هذه الأيام كتابا بعنوان "ذكريات قلم صحفي ينشد الحرية : من نوادر إعلام السلطة "، استعرض فيه ذكرياته وشهاداته كمراسل لوكالة تونس افريقيا للانباء "وات" في القصر الرئاسي بقرطاج طيلة أكثر من ثلاثين سنة خلال فترة حكم كل من الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس زين العابدين بن علي. وخصص هذا الاصدار الجديد في جانب كبير منه لذكرياته عن حقبة حكم بن علي في مختلف فتراتها من البداية الي النهاية مقدما قراءة نقدية ونوادر وشواهد عن إعلام السلطة وتناقضاته بين الانغلاق والانفتاح والعلاقة الجدلية بين السلطة والاعلام عموما ومدى حدود حرية الراي والتعبير في تلك الفترة وغيرها من التي سبقتها أو التي تلتها. وقد أورد الكاتب البعض من تلك النوادر في شكل مقامات صحفية نقدية بأسلوب يجمع بين الجد والهزل . ويقول في خاتمة كتابه إن البحث عن الحرية وتكريس حرية التعبير واستقلال الصحفي تبقي ديدنه ونبراسه الذي به يهتدي، رغم اكراهات الحياة السياسية . وتجاذباتها في كل عهد ورغم تتالي خيبات الامل في التغيير الاعلامي المنشود. وجاء الكتاب في مائة صفحة من الحجم المتوسط وتضمن تقديما بقلم الصحفي والكاتب الباحث في علوم الاعلام والاتصال الصحراوي قمعون ابرز فيها اهمية توثيق ذاكرة الصحافيين والاعلام في تونس، والحاجة الملحة لتدوين مكوناتها ونقلها من الجانب الشفوي الي المكتوب بما يترك أثرا للباحثين والاجيال القادمة، خاصة وان المكتبة التونسية تفتقر لمثل هذه الكتب والشهادات التي تبرز التجارب المتميزة والثرية اعلاميا وسياسيا لعدد كبير من الصحافيين والصحافيات وحملة الاقلام من مختلف الاجيال منذ الاستقلال، ممن أفنوا حياتهم في مهنة المتاعب دون أن يحظوا او يبقى لهم ذكر موصول في سجلات الابداع الصحفي او الفكري عموما ، بسبب سيطرة الثقافة الشفوية السائدة في المجتمع . وكان محمد المهدي الحطاب أصدر عام 2014 الجزء الاول من مذكراته وشهاداته في كتاب بعنوان:"مع بورقيبة :ذكريات صحفي في قصر قرطاج" خصصه لفترة حكم الرئيس بورقيبة.