تتجه وزارة التربية إلى تركيز مخابر إعلامية متنقلة في 3600 مؤسسة تربوية من مدارس إعدادية ومعاهد ثانوية في البلاد، مع حلول سنة 2022، وربطها بالأنترنات ذات سرعة تدفق عالية، بقوة الألياف البصرية، وفق ما كشفه، اليوم الثلاثاء، مدير عام النظم المعلوماتية بوزارة التربية إسكندر غنية. وأوضح المتحدث في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على هامش ندوة نظمتها، اليوم، جمعية "علم البيانات لشمال إفريقيا والمنطقة العربية" تحت عنوان " أي دور وتأثير للذكاء الصناعي على التعليم؟"، أن هذا المشروع يندرج ضمن مخطط استراتيجي تعمل وزرة التربية على إنجازه لتحقيق التحول الرقمي. ويأتي تمويل تركيز المخابر الإعلامية المتنقلة بواسطة قرض من قبل البنك الإفريقي للتنمية بقيمة تصل إلى 31 مليون دولار (90 مليون دينار)، فيما سيتم تمويل مشروع ربط 3600 مؤسسة تربوية بسرعة تدفق عالية للإنترنت بقرض من البنك الدولي بقيمة 37 مليون دولار (106 مليون دينار)، وفق غنية. وأفاد المسؤول ذاته أن الهدف الأساسي من إنجاز المخطط الاستراتيجي هو تحقيق التحول الرقمي وتطوير جودة التعليم ومهارات التلاميذ بناء على التحولات الرقمية الراهنة التي يعيشها العالم. ... وشرعت وزارة التربية، وفق قوله، منذ سنة 2016 في العمل على تنفيذ المخطط الاستراتيجي للتحول الرقمي في المنظومة التربوية من خلال تعزيز محتوى البرامج المتصلة بالإعلامية والتكنولوجيا في عديد الشعب وخاصة منها شعبة الإعلامية. كما عملت الوزارة على تطوير منظومتها المعلوماتية لتحسين الخدمات المسداة للتلاميذ والأولياء والإطار التربوي والاستعانة بالمنظومة المعلوماتية في الاستشراف وصنع القرارات بناء على تحليل البيانات التي توفرها تلك المنظومة. من جهته قال عز الدين زقروبة مدير عام المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية إن الوزارة تعمل وفق رؤية استراتيجية لتطوير المنظومة التعليمية تماشيا مع التحولات الرقمية الراهنة، مفيدا أنها انطلقت في تطوير عديد الخدمات عن بعد خلال الجائحة الصحية كالتسجيل والتواصل البيداغوجي ونشر الأعداد عن بعد. ويتمحور أحد محاور المخطط الاستراتيجي للتحول الرقمي للمنظومة التربوية، بحسب زقروبة، في تطوير البنية التحتية للمؤسسات التربوية، موضحا أن الوزارة تسعى لربط 3600 مؤسسة تربوية بسرعة تدفق عالية للإنترنت والتخطيط لربط مدارس نائية بالأنترنت عبر القمر الصناعي "عرب سات" بحلول 2022. كما يرتكز المخطط الاستراتيجي لوزارة التربية لتحقيق التحول الرقمي للمنظومة التربوية على محاور أخرى تتعلق بتكوين المكونين في المجال الرقمي والذكاء الصناعي والتكنولوجيا بهدف تنشيط النوادي صلب المدارس والمعاهد، هذا بالإضافة إلى الإنتاج الرقمي وإنتاج المحتوى البيداغوجي الرقمي من قبل الوزارة. في سياق متصل، أكد رياض بوبكر مدير عام البرامج والتكوين المستمر بوزارة التربية أن وزارة التربية تعمل وفق رؤية استراتيجية لتحقيق التحول الرقمي، مقرا بوجود بطء لاسيما فيما يتعلق بمنظومة التعليم عن بعد. وقال لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن التعليم عن بعد ما زال يشكل تحديا كبيرا باعتباره يستدعي تحقيق الحد الأدنى من تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ حتى يكون التلميذ في المدارس النائية على قدم المساواة مع التلميذ في المناطق الحضرية حيث يتوفر الربط العالي بشبكة الانترنت وتتوفر التجهيزات. وأضاف "المدرسة ما تزال بعيدة نسبيا على التحول الرقمي لكن الوزارة بصدد العمل على الحد من هذه الفجوة وهو ما يتطلب إنتاج المحتويات الرقمية وتوفير سعة الربط بالأنترنت وتوفير التجهيزات مثل الشاشات الذكية والهواتف الذكية وهي محاور يجب الاشتغال عليها جميعا دون تجاهل أحد منها". وقال إنه لم يعد هناك مجال للانتظار أكثر في سبيل إصلاح المنظومة التربوية لاسيما في مجال الإعلامية والتكنولوجيا حتى تلتحق تونس بركب دول العالم المتقدم، مشيرا إلى أنه لم تقع مراجعة برامج التعليم منذ سنة 2002.