انطلقت، صباح اليوم الجمعة، في أحد الفضاءات السياحية بمدينة دوز من ولاية قبلي، فعاليات الملتقى العلمي حول "أسس التدخل في اضطراب طيف التوحد"، الّذي تنظمه على امتداد يومين، الجمعية المحلية لرعاية الاشخاص ذوي الاعاقة بدوز المعروفة بجمعية ابتسامة للتوحد بالشراكة مع قسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير. وأوضح المنسق العام للملتقى، عاطف منصور، ل"وات"، أن هذه التظاهرة تهدف الى تنمية مهارات التواصل مع الاطفال الحاملين لطيف التوحد، من خلال التعرف على الطرق العلمية للاحاطة بهم خاصة في ظل تضارب المفاهيم حول هذا الطيف، علاوة على تكوين الاولياء والاطارات الجمعياتية في مجال رعاية الطفل الحامل لطيف التوحد الذي بات يتطلّب برامج وتشريعات جديدة تمكّن حامليه من مزيد الاندماج في المجتمع. وأضاف منصور ان برنامج هذا الملتقى يتضمن عدة مداخلات علمية اهمها مداخلة الدكتور نوفل قدور حول كيفية نفهم طيف التوحد، الى جانب تنظيم جملة من الورشات الحية التي يؤمنها قسم الطب النفسي بمستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير حول تنمية مهارات التواصل الاجتماعي في مراحله الاساسية والرمزية والاجتماعية. ... وأشار إلى أن البرنامج يتضمن ايضا تقديم محاضرتين الاولى في شكل مقاربة عامة حول كيفية علاج طيف التوحد تؤمنها الدكتورة اسماء قديرة، والثانية للدكتور نوفل قدور حول دور العوامل المكتسبة في التوحد والاستخلاصات العلاجية، فضلا عن سهرة شعرية وفنية يحييها كل من الشاعر البشير عبد العظيم والفنان حمدي بنمنصور. من جانبه، أكد رئيس اللجنة العلمية بالملتقى، الدكتور نوفل قدور، ل"وات"، ان هذه التظاهرة تنتظم في اطار الشراكة المبرمة بين المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير وجمعية ابتسامة بدوز من اجل التعهد الافضل للاطفال الحاملين لطيف التوحد الذي بات اليوم ظاهرة معروفة جدا بتونس. وأضاف أن أحدث مؤشرات المنظمة العالمية للصحة تظهر حمل طفل على كل 100 طفل لطيف التوحد كما اظهرت الدراسة التي اجراها قسم الطب النفسي بمستشفى بورقيبة سنة 2009 حمل 3.9 اطفال لطيف التوحد على كل 1000 طفل بتونس وهي نسبة سيتأكد ارتفاعها بشكل كبير لتقترب من المؤشرات العالمية حسب البحث الجديد الذي يقوم به هذا القسم حاليا. وفي ذات السياق، أوضح المصدر ذاته ان طيف التوحّد ليس مشكلة تخصّ فقط الاطفال بل يمتد ليشمل هؤولاء الاطفال في مراحل عمرية متقدمة في صورة عدم تمتّعهم بالرعاية الكافية التي قد تخفّف من هذا الطيف في سن مبكرة، مشيرا الى انه تصنيف هذا المرض بالمزمن، الا انه قابل للتحسّن في سن الطفولة، وهو ما تعمل عليه جمعية ابتسامة والمؤسسات الصحية المختصة من اجل التشخيص المبكر لهذا الطيف لدى الاطفال ما قبل سن 3 سنوات، حتى لا تتراكم بعض السلوكات وتتكلّس في تصرفات الطفل ويصبح من الصعب تجاوزها. واكد الدكتور نوفل قدور على وجوب العمل على تجنّب بعض العوامل البسيطة التي تعقّد طيف التوحد ومنها ماهو دارج في عصرنا الحالي على غرار التعرض المبكر للشاشات سواء شاشات التلفاز او الهواتف الذكية، داعيا الى الحرص على عدم تعريض الاطفال لهذه الظواهر في سن مبكرة والعمل اكثر على التفاعل معهم ورعايتهم واللعب معهم. وأشار الى انّه ثبت خلال فترة الحجر الصحي جراء انتشار فيروس "كورونا" عدم معرفة الكثير من الاولياء بطرق رعاية الابناء، ما احدث لدى هؤولاء الاطفال نوعا من أعراض التوحّد الخفيفة.