يعمل الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري على الإعداد لتأسيس جامعة وطنية للزراعة خارج التربة، والتي تم الدعوة لها بالإجماع في مجلسه المركزي الأخير، وذلك ضمن الخيارات التي باتت تفرض نفسها في ظلّ التغيرات المناخية، وشحّ الامطار، ونقص تعبئة المياه في السدود، وكل العوامل المناخية الحالية والمستقبلية، وفق ما ذكره مساعد رئيس الاتحاد، أنيس خرباش، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء. يأتي هذا التصريح على هامش إشراف مساعد رئيس الاتحاد، اليوم الخميس، بالمركز الفني للبطاطا بالسعيدة من ولاية منوبة، على ورشة عمل ثانية "المخبر الحي" لمشروع التعاون الدولي التونسي الإيطالي عبر الحدود "انتازا"، والذي يعنى بالممارسات الجيدة للزراعة خارج التربة، وبدعم وتعزيز التعليم والبحث والابتكار والتطوير التكنولوجي في القطاعات الرئيسية الواعدة وأوضح خرباش أنّ هذه التقنية الزراعية هي مستقبل الزراعات في بلادنا وخاصة في الباكورات والتي تخفض في كلفة استهلاك مياه الري بما بين 70 و85 بالمائة، وتقلّل من استعمال الادوية والمبيدات المشطة، كما تعمل على توفير مقوّمات الاستدامة الحقيقية للفلاحة التي تشمل المحافظة على الصحة والبيئة، وايضا الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استغلالها من مياه وتربة وغطاء نباتي. ... ودعا المشرفون على الورشة إلى ضرورة تكاتف الجهود للتشجيع على هذه الزراعة، الى جانب تأسيس جامعة وطنية، وذلك بتوعية الفلاحين على الانخراط في هذه الزراعة من شمال تونس الى جنوبها ومساعدتهم على توفير التجهيزات والمستلزمات الضرورية التي تعدّ مكلفة في تونس على خلاف الخارج (تكلفة البيت الواحد تناهز 90 الف دينار ولا تتجاوز25 الف دينار في إيطاليا مثلا)، مع مساهمة المؤسسات البنكية ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية في تمويل مثل هذه المشاريع المستقبلية، وتحفيزها ودعمها، والايمان بنجاعتها وجدواها من جانبه، اعتبر مستشار رئيس الاتحاد المكلف بالأشجار المثمرة، مسؤول مشروع "انتازا"، بيرم حمادة، أنّ تقنية الزراعة خارج التربة والتي لا تزال قيد التجربة، قد أعطت نتائج إيجابية جدّا في مختبرات حية بتعاضدية "مونكادا" وهي من أهم منتجي مقاطعة صقلية بإيطاليا لمختلف أصناف الطماطم على مساحة 300 هكتار 40 بالمائة منها بيوت محمية خارج التربة، بما يشجّع على العمل على تعميمها والتوعية على الانخراط فيها. وأكد أن المشروع ينجز بقيادة الاتحاد التونسي للفلاحة، وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وبشراكة مع وكالة التنمية "سوسفي "الإيطالية المسؤولة عن الميثاق الإقليمي لراغوزا، ومنظمة البحث العمومية الإيطالية "كرايا"، وتعاضدية "مونكادا"، والمدرسة الوطنية للمهندسين، والمعهد الدولي للتكنولوجيا بصفاقس. وهذا قد انطلقت تجربة نموذجية بالمركز الفني للبطاطا والمتمثلة في بيت زراعة زجاجي محمي أثبتت التجارب نجاعته ليس فقط في الاقتصاد في الماء، بل في التقليل من الأسمدة والمبيدات والمواد الكيميائية بنسبة 70 و80 بالمائة، بما يمكّن من زراعة منتوجات شبه بيولوجية من الخضروات بمختلف أنواعها منها الخسّ، والفلفل، والطماطم والفراولة المعروفة باستهلاكها الكبير لمياه الري. ويهدف المشروع " انتازا"، وفق ذات المصدر، الى تعريف وتقييم شامل للممارسات الجيدة خارج التربية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال اختبار نموذج للزراعة خارج التربة، بالإضافة الى توفير التكوين ومتابعة مدى تأثير مردودية البيوت المحمية خارج التربية على الظروف المناخية. وقد شملت أهم أنشطته التسيير والتنسيق والمشاركة بمعرض "سياماب"، وتجديد البيت الزجاجي، والزراعة مع المساهمة في تجميع البينات اللازمة لإنشاء قاعدة بيانات للممارسات الجيدة على الصعيدين الوطني والإقليمي. يذكر اأن المركز الفني للبطاطا، قد شهد، في إطار برنامج التعاون عبر الحدود بين تونس وايطاليا (2007-2013) المموّل من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع بلدية "راقوزا" الايطالية واتحاد المنتجين بها والمركز الاورومتوسطي للتنمية المستدامة بصقلية، قد شهد تركيز بيت محمي للزراعات خارج التربة وانطلاق تجربة توقفت في 2017 بسبب إجراءات هيكلية، حسب مصادر من الاتحاد الجهوي للفلاحين. ويتضمن المشروع البالغة كلفته 740 ألف يورو من عدة مكوّنات منها البيت المحمية، وتجهيز قاعة تكوين في الزراعات المحمية بنظام ما يعرف ب "أيروبوني"، وتركيز فضاء لعرض المنتوجات الفلاحية ب"راقوزا" بإيطاليا، وتنظيم لقاءات وورشات فنية ومعارض لفائدة الباحثين والمهنيين. تابعونا على ڤوڤل للأخبار