الشيخ حسن الورغي الذي لبى نداء ربه صباح الجمعة الماضي, متحصل على شهادة العالمية في العلوم الشرعية من جامع الزيتونة المعمور في سنة 1957 . لازم الشيخ الأفاضل الأعلام من شيوخ الزيتونة وتخرج على أيديهم ليتولى التدريس لسنوات عديدة بالإضافة لمهمة الوعظ والإرشاد في جامع سبحان الله وفي عديد جوامع العاصمة وأحوازها. تميزت حياة الشيخ رحمه الله بنضاله المتواصل من أجل تعليم كتاب الله في تونس وخارجها. أسس المئات من الكتاتيب والروضات القرآنية وتتويجا لنشاطه المتميز بادر الشيخ حسن الورغي بتأسيس مدرسة عمر بن الخطاب بسكرة. ولعلى موجة تأسيس المدارس القرآنية التي تشهدها تونس منذ أربع سنوات هي نتيجة لمجهوداته الكريمة. كانت الوسطية مذهب الشيخ رحمه الله. كان ينتقد خرافات الصوفية و شدة السلفية ؛ فلا صوفية تشطح و لا سلفية تنطح و لكن وسطية تكبح. عُرف الشيخ رحمه الله بحسه الفكاهي في خطبه ودروسه وكان يقول :"يلزم شوية فذلكة باش تتعدة الحربوشة". قابل ذلك حزم و شدة في إدارة مدرسته القرآنية بسكرةأريانة حتى بلغ صيتها "أدغال إفريقيا" كما يقول الشيخ رحمه الله. كان يصف مدرسته القرآنية بأم الجامعات التي تفرض الاحترام على كل من يرتادها. لن أنس ذلك اليوم الذي قرأ فيه علينا رسالة بعثها أحد طلابه من إفريقيا السوداء، كانوا يعدون بالعشرات، وذكر فيها حبه للشيخ ولمدرسته، كما أخبر فيها الشيخَ أنه يؤُم الآلاف من المصلين في "أدغال إفريقيا". كانت غبطة الشيخ كبيرة حتى فاضت على الحاضرين رحمةً وسلاماً. للشيخ فضل كبير، بالاضافة لعامة الناس وأئمة المساجد، على العلماء. استقبلهم في مدرسته، عرف لهم قدرهم ومكانتهم. قدمهم في دروسه للناس حتى اشتهروا وذاع صيتهم كالعالم عبد الرحمن الحفيان والشيخ القارئ محمد مشفر. رحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه و رزق أهله جميل الصبر والسلوان. ..
