تلميذ مخمور يعتدي على أستاذته داخل القسم ... الحادثة تونسية وليست من بلد قطعت فئة من شعبه على درب الإجرام أشواطا. وهي ليست جديدة ولا فريدة فمثلها حدث في من مؤسسات تربوية مختلفة وفى مناطق عديدة من بلادنا. فمن كان يتصور أننا سنصل يوما إلى هذا المستوى المتدني من التردي الأخلاقي؟ لقد تجاوزت الاعتداءات المستوى المعنوي لتتطور الى اعتداء جسدي داخل الحرم الدرسي... منتهى الفضاضة وقمة انعدام الأخلاق وإتيان الإهانة في حق أفراد سلك مؤتمن على تربية وتعليم الناشئة . كلام بذيء... تحرش جنسي مقيت ... اعتداي على المتلكات الخاصة وانتهاك للحرمة الجسدية ... ممارسات خطيرة ضحيتها المربى معلما كان أو أستاذا... بالأمس كان مصدرها الولي واليوم أضيف إلى أبطالها التلميذ الذي يدخل لست أدري كيف, مخمورا وربما مزطولا وبتصرفه كما لو كان في الشارع ... فاليوم يكفى أن يدعى أحدهم إلى الانضباط أو أن يتلقى ملاحظة أو يحصل على عدد لم يكن مأمولا ليثور ويزبد ويرعد ولينطلق في كيل السباب والشتائم واطلاق الألفاظ النابية والعبارات الخادشة للحياء والكرامة تجاه المربي الذي لا يملك من أسلحة درء الأذى غير رصيد معرفي أفنى جزءا من عمره لتحصيله ويحرص على إفادة التلاميذ به . ليس صدفة أن تزداد رقعة الاعتداءات التلمذية على المربي كما المربية - وان بدرجات متفاوتة - اتساعا وأساليبها وحشية ... وليس غريبا أن يلحق الأذى تلاميذ آمنين دفع بعضهم حياته ثمنا لاعتداءات سافرة اتتها فئة لا قيم ولا أخلاق لها زادها غياب العقوبات الرادعة عنتا... الى أين تسير المؤسسة التربوية ؟ من يحمي المربي من صلف وعنجهية فنة تلمذية ضالة؟ أين الولي من هذا الذي يحصل في معاقل العلم والمعرفة ؟ ماذا ينتظر المجتمع من جراثيم آدمية يخشى على بقية التلاميذ من عدوى انحرافها؟ كثيرة هى الأسنلة التى تنتظر جوابا واضحا... وعديدة هي الهنات التي تحتاج إلى تحرك عاجل ومعالجة عميقة وناجعة ... فالصمت لم يعد ممكنا والتسامح لم يعد مقبولا مع فئة لا تراعى حرمة المؤسسة التربوية ولا تقيم لمكانة رجل التعليم وزنا... ولأن الوضع أضحى في غاية الدقة والخطورة لا نرى من سبيل لإعادة الاعتبار للمربي وللمؤسسة التربوية غير البادرة بلانخاذ إجراءات فورية رادعة تتجاوز مجرد الطرد والشطب من كافة المؤسسات التعليمية .