على أنغام عرض "بحور العشق" للفنّان خالد بن يحي بمشاركة الفنّان أحمد جلمام والفنّانة ميران صنيع، أسدل الستار مساء أمس بالملعب البلدي بجمال على الدورة الثالثة لمهرجان أم الزين الدولي الذي أقيم من 29 جويلية إلى 19 أوت 2023. وحلق هذا العرض بالجمهور عبر البحور الموسيقية والأناشيد الصوفية عاليا حيث بدأ ب"حزب اللطيف" ثم "الفياشية" و"صل على المصطفي" مع الفنّان القدير أحمد جلمام فمواصلة مع الوصلات المغربية وصوت الفنانة ميران صنيع. ليعود أحمد جلمان في "مولاي صلي" ثم عزف متقن على الكمان والبندير والناي في نسق موسيقي تصاعدي رائع يمهد لأداء "البردة" و"بن عيسى سلطاني وشيخي" من قبل المنشدين في تناغم وانسجام بين طبقاتهم الصوتية وإيقاع تصفيقهم الذي يعرف تسارعا تصاعديا ثم سرعان ما ينخفض لقفل الوصلة الموسيقية لتتحول إلى همس أو دغدغة لأذن السامع. واعتلى بعدها الركح الطفل مؤنس الصيادي ليشنف أسماع الجمهور بعزف رائق على العود ثم عزف لمقطوعة في مقام الحجاز فكانت تلك الأنغام الموسيقية تأخذ الجمهور في رقصات . ... وتميز العرض بالمراوحة بين الغناء بصوت الفنّان القدير أحمد جلمام أو الفنّانة ميران صنيع وعزف الوصلات الموسيقية. وأدى جلمام من بين أغانيه الجديدة "سلامي على طيب السلام" لينتقل بعدها بسلاسة كبيرة إلى "جارت الأشواق" ثم إلى "عليك صلى الله" و"يا إلاهي طلبنا رضاك" ليختتم العرض مع المنشدين في "يا بلحسن يا شاذلي". وفي تصريح لوات بين احمد جلمام أن تجربة جمع الموسيقي مع الإنشاد الصوفي ضرورية أحيانا للمرور إلى العالمية مشيرا إلى أن هذا العرض عرف تطورا علاوة على تطعيمه بالعنصر النسائي الذي أصبغه بلمسة إضافية عند الاستماع حسب تقديره، وأكد أن التجربة مع بن يحي التي انطلقت منذ 17 سنة وهي ثرية جدّا. وحافظ هذا العرض الذي انطلق أمس من جمال في جولة من عروض الصيفية على تركيبته ونسقه إذ يجمع عدّة طرق صوفية في العالم كالطريقة القادرية البوتشيشية بالمغرب والشاذلية بتونس والمولاوية في تركيا حسب الفنان خالد بن يحي الذي أعرب عن أمله في أن يحاول الجمهور ان يستمتع بالاستماع "لبحور العشق" معتبرا أن "هناك قدسية السماع ولا حاجة للتصفيق". وتشرب خالد بن يحي الذي ترعرع بباب الخضراء بتونس فنون الموسيقي الصوفية منذ نعومة أظافره خاصة عن والده المرحوم الفنّان الهادي بن يحي أصيل المطوية التي تختص في تراثها الموسيقي بما يسمي "الصلاة ع النبي" التي يفتتحون بها أفراحهم وفيها أغان تتفرد بها ولا توجد في أية طريقة أخرى حسب خالد بن يحي. وقدم عرض "بحور العشق" لأوّل مرة في المهرجان الدولي للموسيقي الصوفية بقونية بتركيا سنة 2007 ثم في قبة النحاس بمنوبة وبالمسرح البلدي بتونس والقيروان وقابس وفي مهرجان الموسيقى الروحية بفاس بالمغرب وبفرنسا وايطاليا حيث شاركت فيه عبير النصراوي إلى غاية 2020 . وتشارك فيه حاليا ميران صنيع وهي مهندسة معمارية تعيش في باريس وتتمع بصوت عذب وفضلا عن هذا العمل، يحمل خالد بن يحي في رصيده عرض "يا مولانا" الذي أنجزه سنة 2005 بمشاركة درصاف حمداني وموسيقيين من تركيا. وذكر مدير مهرجان أم الزين الدولي محمّد الخضراوي لوات أنّ هذه الدورة حققت نجاحا تنظيميا وكسبت الهيئة التحدي لأن جميع العروض التونسية كانت متميزة وشيقة ومتنوعة فحفل مرتضي الفتيتي كان بشبابيك مغلقة وبحضور 3 آلاف من الجمهور، وطالب الجمهور بتنظيم عرض ثان مع الثلاثي جنجون وبلين قوس وسنفرى وعرض "الزيارة " كان متميزا فنيا وجماهيريا، وكذلك مسرحية وجيهة الجندوبي. وقال إن الموازنات المالية لهذه الدورة ستكون معتدلة ودون خسائر غير أنّ العائق الكبير بالنسبة إلى جمعية مهرجان أم الزين الدولي هي الديون المتخلدة من السنة الفارطة والتي ستحاول هيئة المهرجان التقليص منها حسب تاكيده. تابعونا على ڤوڤل للأخبار