أعلن الفنان فاضل الجزيري، اليوم الخميس في ندوة احتضنها مركز الفنون بجربة حول "السياحة الثقافية رافد للسياحة الوطنية"، عن تقديم عرض فني فرجوي ضخم يتعلق بالعرس الجربي يوم 15 جوان المقبل بالمركز وقال الجزيري، في تصريح لصحفية (وات)، إنه سينطلق في الإعداد له من خلال اختيار مجموعة بين 300 و400 شخص لتكوينهم في فنون مختلفة، 150 منهم سيؤثثون عرضه الذي سيعمل على أن يحيي به سهرات يومية في هذا المركز. وأضاف أن هذا العرض سيكون راقيا وجديدا، وهو يتعلق بالعرس الجربي بكل ما يقام فيه من عادات في الغناء واللباس والجحفة والخيول وغيرها، وسيروي حكاية ممتعة للباس الجربي والخزف الجربي والاكل والنسيج ما سيجعله عرضا مغريا يقدم فكرة وصورة للمتقبل القادم من خارج الجزيرة ومن خارج تونس. ... وقال إن مشروعه "يهدف الى تقديم طقوسنا بأجمل طريقة وتقديم بلادنا على أحسن صورة". ويعمل مركز الفنون، الذي أسسه الفاضل الجزيري، على حسن التصرف في التراث الطبيعي والثقافي من خلال وسائط تعريفية بالتراث الثقافي والطبيعي وانتاج افلام وثائقية وومضات تعريفية وهو يحمل مشروعا لاحداث معرض قار للخصائص الطبيعية لمنطقة بين الوديان تتربلة وكل الاماكن الرطبة بجزيرة جربة ليكون الاول من نوعه في تونس التي تعد 20 موقع محمية طبيعية ومسجل في اتفاقية رمسار ولا يملك اي موقع مثال تصرف. وسيمضي المركز اتفاقية استراتيجية مع الادارة العامة للغابات لاعداد مثال تصرف في المواقع الرطبة بجزيرة جربة لتكون اولى المواقع بتونس التي تحمل امثلة تصرف وتكون بذلك مثالا يحتذى بها . كما يتضمن المشروع احداث مرصد للطيور المهاجرة بطريقة علمية تمكن الباحث او الزائر من متابعة الطيور ورصدها وهو متخف في مخبإ طبيعي مدروس وكأنه بينهم يدرس تصرفاتهم ويصورهم وهو يهم الباحثين بالخصوص . وستمثل جملة هذه الافكار التي يعتزم الجزيري تركيزها بمشروعه بالجزيرة موضوع ندوة عملية سيحتضنها بداية شهر فيفري تزامنا مع احياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة بمشاركة عدة مختصين لدراسة التجارب المماثلة للمناطق الرطبة في العالم وطرق استغلالها حتى تكون المناطق الرطبة بجزيرة جربة نموذجا للمناطق الرطبة بتونس. ونظم مركز الفنون بجربة اليوم الخميس ندوة حول "السياحة الثقافية رافد للسياحة الوطنية"، دعا اليها المتدخلين في القطاع السياحي من ادارة ومهنة ومن وكالاء اسفار والمتدخلين في الشأن الثقافي وذلك بهدف ابراز دور الثقافة والصناعات الثقافية في التعريف بالتراث الوطني وخصوصيات البلاد الثقافية والحضارية والبحث في الصيغ الممكنة لتضافر الجهود من اجل ترغيب السائح في استكشاف المخزون الثقافي. وقدم في هذا الاطار الخبير وعضو اللجنة العلمية في اعداد ملف ادراج جزيرة جربة في التراث العالمي فوزي بوصفارة مداخلة حول دور الثقافة في التنمية وتحقيق اهداف التنمية المستدامة، وخاصة اهمية الصناعات الثقافية والابداعية وتناميها في العالم بشكل بارز تجاوز مداخيل المواصلات وتوفير مواطن الشغل. وأشار الى الامكانات الهامة التي تتوفر في تونس للاستثمار في الثقافة واقامة صناعات ثقافية تكون رافدا للقطاع السياحي الموسمي لتمدد فيه طيلة السنة. واضاف ان عددا هاما من السياح يخرجون في الشتاء لمتابعة الطيور المهاجرة واخرون يتابعون مواعيد التظاهرات الثقافية الكبرى والمهرجانات وهو ما لم نستغله في بلادنا سياحيا وبقي القطاع السياحي يرتبط بنسبة 90 بالمائة بوكالات الاسفار التي توجه الحريف وتضغط على الاسعار، موضحا انه من الضروري التشجيع على الصناعات الثقافية والابداعية بكل ما تحتويه من مسارح وابداعات رقمية والعاب وعدة جوانب. وانتظمت لفائدة المشاركين في الندوة زيارة بكل اروقة ومكونات هذا المركز الذي يحتوي مسرحا بطاقة 3200 متفرج وقاعة متعددة الاختصاصات وفضاء اقامة للمبدعين ومكتب دراسات وورشات للتصميم وتصنيع الديكورات وقاعتين للتمارين ورواق للمعارض تزين بعدة لوحات فنية وركح مطل على البحر وكل ذلك في موقع متميز على ضفاف البحر بمنطقة هادئة، هو اول بناية بها. ويذكر ان هذا المشروع المقام على منطقة رمسار لا زال محل تحرك عدد من الجمعيات وخاصة البيئية التي رفضت اقامته على منطقة رطبة وهشة بيئيا، وهو ما اعتبره فاضل الجزيري جهل بمعنى منطقة رمسار وغير مواكب لما تشهده مثل هذه المناطق في العالم من معالم تنمية وتطور بأشكال مختلفة، من ذلك وجود عدة تجارب بايرلندا واستراليا وامريكا اللاتينية وغيرها من التجارب الرائدة التي احسنت استثمار مثل هذه المناطق الرطبة والتقدم بها، وفق قوله. وأضاف ان منطقة رمسار لا ينبغي ان تبقى خالية ومصبا للفضلات مثلما كانت عليه قبل اقامة مشروعه (مركز الفنون)، بل هي مناطق تنبض حياة، مشيرا الى عمل مركزه على فهم خصائص المنطقة وتطويرها واعداد مثال تصرف يتماشى وخصوصية المنطقة ويحافظ على منطقة جنة على الارض سيعمل على ان يجعل ما بها من طيور ونبات امام الجميع للتعرف عليها ودراستها، حسب قوله. تابعونا على ڤوڤل للأخبار