منذ ساعات الصباح الأولى انطلقت مراكز الاقتراع في ولاية تونس بدائرتيها الأولى والثانية في استقبال الناخبين لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية في أول انتخابات من نوعها في تونس، في إطار استكمال مسار تركيز الغرفة البرلمانية الثانية ، المجلس الوطني للجهات والأقاليم. وفي دوائر باب بحر والمدينة والحرايرية والزهور وباردو المشهد ذاته، أمام مختلف مراكز الاقتراع وداخلها وفي محيطها ، تركزت الوحدات الأمنية والعسكرية لتأمين العملية الانتخابية التي انطلقت في أفضل الظروف دون تسجيل تعطيلات أو مخالفات من مختلف المتدخلين في المسار الانتخابي، مقابل تسجيل نسق بطيء لتوافد الناخبين في مختلف هذه الدوائر دون استثناء، وفق ما رصدته موفدة (وات) ونقله رؤساء مراكز الاقتراع. ... وغير بعيد عن مركز الاقتراع بدائرة الحرايرية، في السوق المحلية وفي المقاهي القريبة انتشر المواطنون من مختلف الفئات العمرية، منهم من اختار أداء واجبه الانتخابي، رغم عدم فهمه لهذه الانتخابات وعدم معرفته بالمرشحين وفق ما أكدوه في تصريحات ل(وات)، وبين من اختار عدم المشاركة في هذا الاستحقاق "من منطلق أنه لم ير تغييرا بعد انتخابات البرلمان ولا ينتظر الكثير من هذه المجالس"، وفق تعبيرهم. ورفض العديد من المواطنين في هذه الدوائر التصريح بهوياتهم لكنهم عبروا في حديثهم مع موفدة (وات) عن أملهم في أن ينجح هذا المسار الانتخابي الجديد في تركيز هياكل قادرة على نقل مشاغلهم للسلط المعنية والعمل على إيجاد حلول حقيقية لمشاكلهم اليومية وخاصة تحسين ظروفهم المعيشية ومكافحة غلاء الأسعارالتي أصبحت مشطة"، وفق تعبيرهم. وبخصوص الإقبال على مراكز الاقتراع، لفت رؤساء المراكز في تصريحاتهم ل(وات) الي أن المشهد لا يختلف عن الاستحقاقات السابقة وخاصة الانتخابات التشريعية حيث بقي الإقبال ضعيفا خلال الساعات الأولى ، مع الإشارة إلى أن الجديد في هذه الانتخابات أن الناخبين الذين توافدوا صباحا على مراكز الاقتراع لم يكونوا فقط من فئة كبار السن بل كانوا من مختلف الفئات العمرية وخاصة من الشباب. وفي هذا الصدد قال رئيس مركز الاقتراع 16 نهج روسيا محسن اللات في تصريح ل(وات) إن الإقبال على هذا المركز أفضل بكثير مقارنة بالاستحقاقات الأخرى، ملاحظا أنه وخلافا للمحطات السابقة هناك إقبال من الشباب على الاقتراع ولم تقتصر على كبار السن. وابرز رئيس مركز الاقتراع الهادي شاكر دائرة باردو الجنوبية عبد الجليل النفزي إن المركز فتح أبوابه في الوقت المحدد دون تسجيل إشكاليات تذكر معتبرا أن الإقبال "لم يكن سيئا ومقبول نسبيا"، مع تواجد ملاحظين تابعين لهيئة الانتخابات في المركز. وبدوره أفاد خليل الوقيني مساعد رئيس مركز الاقتراع الحرايرية الزهروني بأن " الإقبال كان ضعيفا على مكاتب الاقتراع وإلى حدود العاشرة صباحا استقبل هذا المركز 29 ناخبا فقط أغلبهم من كبار السن ومن ممثلي المرشحين". ولم تخل مراكز الاقتراع من وجود ملاحظين وطنيين ودوليين إضافة إلى المراقبين التابعين للهيئة العليا المستقلة للانتخابات المشرفة على العملية الانتخابية، لضمان عدم تسجيل مخالفات ونقلها للعموم في حال وجودها. وأكد ملاحظو شبكة "مراقبون"في تصريحات ل(وات) أنهم لم يرصدوا أي مخالفات سواء داخل المراكز أو في محيطها ولم يتعرضوا لتضييقات في المراكز التي تنقلوا بينها منذ ساعات الصباح الأولى وحرص الجميع على تسهيل مهامهم. ومن جهته قال حسان العريبي رئيس جامعة العمال التونسيين بالخارج على الصعيد العالمي في تصريح ل(وات) إن الجامعة تتابع المسار الانتخابي بعد 25 جويلية وهي تشارك في هذا الاستحقاق بضم 38 ملاحظا دوليا ، وهم إطارات تونسية من ذوي جنسيات مزدوجة يعيشون بالمهجر يسعون للمساهمة في هذا "العرس الانتخابي"، وفق تعبيره، مضيفا أن هناك من يحملون جنسيات كندية وأسترالية وألمانية وفرنسية وغيرها وأنهم جاؤوا خصيصا للمشاركة في ملاحظة الانتخابات وتقديم تقريرهم النهائي حولها. وثمن فتح المراكز والمكاتب في الوقت المحدد واحترام القانون من قبل مختلف الأطراف ، معتبرا أن الأعوان والملاحظين على حد السواء تلقوا تكوينا جيدا. وسجل ارتياحه لما شهده من إقبال وصفه بال" محترم" رغم أن الوقت مازال مبكرا ، معربا عن الأمل في أن تجري هذه الانتخابات في أفضل الظروف، لاسيما وأن هذه الانتخابات لها خصوصية تتمثل في أن الناخبين سيقومون باختيار أشخاص يعرفونهم معرفة شخصية أو على الأقل في محيط عيشهم اليومي متوقعا أن هذه الخصوصية ستؤثر إيجابيا على نسب الإقبال. وقد بلغ عدد المرشحين المقبولين 7205 مترشحا من بينهم 1028 مترشحا للقرعة من ذوي الإعاقة، و68 ترشحا لمواطنين من ذوي الإعاقة للانتخابات المباشرة للمجالس المحلية، كما أن العدد الأكبر للمرشحين ينتمون إلى الفئة العمرية من 36 إلى 60 سنة وأغلبهم من الذكور بنسبة 86 فاصل 6 المائة. وسينتخب أعضاء المجالس المحلية يوم 24 ديسمبر باعتماد طريقة الاقتراع على الأفراد في 2155 دائرة انتخابية محلية ستفضي لتركيز 279 مجلسا محليا. مع العلم أن 54 بالمائة من الدوائر وعددها 1148 دائرة يمكن أن تشهد تنظيم دورة ثانية، وفق ما أعلن عنه رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في وقت سابق. أما المترشحون للانتخابات المحلّية بالقرعة من ذوي الإعاقة والبالغ عددهم 1028، سيتم الاختيار من بينهم يوم الانتخابات 24 ديسمبر الحالي بكلّ الهيئات الفرعيّة بحضورهم أو من يمثّلهم وبحضور عدل منفّذ، وسيكون الإعلان الرّسمي عن النتائج الأولية الخاصّة بهذه القرعة يوم 27 ديسمبر 2023الجاري حسب تصريح للناطق الرسمي باسم الهيئة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار