تُولي الادارة الجهوية لمعهد المناطق القاحلة بتطاوين، ضيعاتها التجريبية بمنطقة القرضاب، البالغة مساحتها الجملة حوالي 10 هكتارات، اهتماما متزايدا يتجلى في تكثيف مجالات البحث والتجارب فيها، لايجاد الحلول العلمية المناسبة لمشاكل التنمية وتطوير اساليب الانتاج ومقاومة التصحر والشح المائي وقساوة الطبيعة بالجهة. وركزت الادارة الجهوية للمعهد جهودها على معالجة ازمة الاعلاف، في ظل الجفاف الذي شهدته ولفترة طويلة الجهة، وتسبب في اضعاف المراعي الطبيعية الممتدة على ما يزيد عن مليون ونصف المليون هكتار بمنطقتي الظاهر والوعرة، وتحاول من خلال حوالي ثلاثة هكتارات من الزراعات المروية اقناع المربين بجدوى انتاج الاعلاف الخضراء والاعتماد عليها في جانب كبير من تربيتهم للماشية ولا سيما المجترات الصغرى، كما عمدت الى تربية قطيع من الماعز المحلي يزيد عدده عن 150 رأْسا، لاجراء العديد من التجارب في التغذية والتسمين وانتاج الحليب، اضافة الى اجراء تجارب على مكونات المستسمد وتنويع مصادر الاعلاف الخضراء والجافة. وتحدث المدير الجهوي للمعهد بتطاوين فرح بن سالم لصحفي "وات"، عن قيمة هذه التجربة التي انطلقت منذ حوالي ثلاث سنوات، وتندرج في اطار التخلي تدريجيا عن الاعلاف المستوردة والاعتماد الكلي على الشعير العلفي، ولا سيما في ضوء ما تعيشه الجهة من ازمة في توفير هذه المادة، وذلك بزراعة مساحة هامة من الاعلاف المروية على غرار القصيبة والترتيكال والفصة وغيرها من النباتات ذات القيمة الغذائية العالية والمردود الطيب. ... واشار بن سالم الى ان عددا هاما من الباحثين يتابعون هذه التجارب بصفة دورية ودقيقة كل في مجاله، من اجل اعداد دراسات فنية متكاملة ومفيدة، اضافة الى فتح هذه الضيعة امام المربين للاستفادة من النتائج المتحصل عليها الى حد الان، وتشجيعهم على العمل بالمثل في ضيعاتهم التي تتوفر على كل العناصر اللازمة من مياه وتربة، وتحقيق الاندماجية المطلوبة في المناطق السقوية بتوفير حاجيات القطيع من الاعلاف وتسميد الارض بالمستسمد الذي تنتجه الماشية. وافاد بان نسبة الانتاجية التي تحققت في هذه الضيعة، عالية جدا من حيث الوزن والكمية والتكاثر، فضلا عن تقليص الكلفة، مبينا ان الماعز المحلي منتج مثل المنتج المستورد وربما افضل، اذا ما توفرت له متطلبات الانتاج والرعاية اللازمة. وعبر بن سالم عن امله في ان تتعدد مثل هذه الانماط من التربية المندمجة في الجهة بمختلف المناطق السقوية البالغة مساحتها في الجهة اكثر من 10 الاف هكتار موزعة على جميع المعتمديات، لا سيما وان ابناء الجهة اكتسبوا بالوراثة تقاليد هامة في تربية الماشية وحققوا ارقاما متميزة وصلت الى انتاج حوالي 6 بالمائة من اللحوم الحمراء في السنوات الماضية. يذكر ان معهد المناطق القاحلة المحدث سنة 1976 بعث حقل تجارب في النباتات الطبية والعطرية بمنطقة القرضاب خلال التسعينات من القرن الماضي، تلاه حقل اخر في انتاج مختلف اصناف التين، وتم مؤخرا فتح فرع للقطب التكنولوجي لتثمين خيرات الصحراء فيه. تابعونا على ڤوڤل للأخبار