مثّل حليب الإبل وخصائصه، وتقنيات تحويله، وابرز فوائده الغذائية، وخاصة منها الصحية والعلاجية، محور ملتقى دولي انطلق، اليوم الأربعاء، بجرجيس من ولاية مدنين، تحت عنوان "النّهوض بسلسلة القيمة لحليب "النوق": النقل التكنولوجي والشراكة بين القطاعين العام والخاص من اجل تبادل المعارف والتجارب وفتح مجالات للتعاون بين الباحثين والناشطين في مجال تنمية المناطق الصحراوية، وفق قويدر عطاء الله المدير العام لمعهد المناطق القاحلة بمدنين منظم التظاهرة. ويشارك في الملتقى، الذي ساهم في تنظيمه أيضا ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى ومؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي وجامعة قابس، 200 مشاركا من 15 دولة منها الجزائر، والمغرب، وليبيا، والامارات، وقطر، والعراق، والاردن، والسعودية، وسوريا وغيرها الى جانب مشاركات عن بعد عبر تقنية الزوم. ... وأضاف قويدر ان هذا الملتقى العلمي، الذي يتواصل 3 ايام، يتنزل في اطار جهود المعهد لربط برامج البحث من خلال مخابره البحثية بمشاغل التنمية بالبلاد، ولعل البحث حول الابل واحد من مجالات بحث واسعة قادها المعهد وسجل فيها نتائج علمية باهرة كان العديد منها الاول من نوعه. وأشار، في هذا السياق، الى جهود مخبر تربية الماشية والحياة البرية بالمعهد في توصيف نظام التربية، والبحث في طرق انقاذ قطيع الابل والتوصيف الجيني، والبحث في الخصائص البيولوجية، وتقدير الطاقة الانتاجية، والتطوير التكنولوجي، وتثمين المنتجات الثانوية للابل، الى جانب البحث في خصائص المنتجات، وخاصة منها حليب النوق وطرق تحويله وتنويع المنتجات بأخرى ذات قيمة مضافة عالية. وحسب الباحث بمخبر تربية الماشية والحياة البرية، توهامي الخرشاني، فإن الاهتمام بالبحث في مجال حليب الإبل انطلق بالمعهد منذ سنة 2004 ببحوث مكّنت من الزيادة في انتاج حليب الإبل بتحسين ظروف التربية للناقة حيث تضاعف الانتاج لنفس الناقة من نمط انتشاري الى نمط مكثف بالواحات او بالمناطق السقوية التي توفر الاعلاف الخضراء ليصل الى 13 لتر من الحليب عند بعض النوق وبمعدل 7 لترات في اليوم للناقة الواحدة. كما توصّل المعهد، وفق الدكتور الخرشاني، الى تعليب حليب الابل وبسترته لتقريب الحليب الى المصنعين من مناطق الانتاج بالجنوب وبذلك حماية الامكانات الهامة من الحليب التي تدفع المربين احيانا الى التخفيض في الانتاج حتى لا تتلف لينطلق في هذا الشهر نشاط وحدة لتعليب، وبسترة حليب النوق بمحضنة المؤسسات بالمعهد بطاقة 100 لتر في اليوم بما سيمكن المربين من ترويج الحليب. واعتبر المشاركون ان تجربة تونس رائدة في المجال رغم تواضع الامكانيات، وأن هذا الملتقى أتاح فرصة لتبادل التجارب، واقامة شراكات، والتواصل بين هياكل البحث، وفق المشارك رئيس الجمعية الاوروبية لملاك مزارع الابل بسويسرا الكامل بن سالم. تابعونا على ڤوڤل للأخبار