مع اقتراب حلول شهر رمضان (مطلع الاسبوع المقبل)، يشهد معدل استهلاك مختلف المواد الغذائية ارتفاعا مقارنة بالمعدلات العادية، حيث تسجل الأسواق اليومية والمساحات الكبرى حركية، وهو ما يمكن ان يؤثر على عملية التزود ببعض المواد الأساسية التي سجلت نقصا خلال الفترة الأخيرة ومنها الزيت النباتي المدعم والسكر والفرينة والقهوة وإن كانت المنتجات الفلاحية متوفرة بالأسواق وبأسعار مقبولة، إلا أن المواد المدعمة تبقى غير مضمونة، حسب آراء عدد من المواطنين الذي أكدوا في تصاريح متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، صعوبة الحصول عليها رغم الوقوف لساعات في طوابير طويلة امام المساحات التجارية للحصول على كمية ولو محدودة من هذه المواد. وأضافوا أنه رغم توفر مختلف أنواع الخضر والغلال واللحوم في الأسواق، إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، بشكل غير مسبوق، لا يتماشى مع المقدرة الشرائية لعديد الاسر التي أصبحت غير قادرة على اقتنائها. ... وفي المقابل، أكد المدير الجهوي للتجارة بنابل سمير الخلفاوي، انه تم منذ شهر فيفري الفارط الاستعداد لاستقبال شهر رمضان من خلال العمل على ضمان انتظامية التزويد بالمنتوجات الاستهلاكية الحساسة التي تشهد ارتفاعا في نسق الاستهلاك خلال شهر رمضان وأكد في تصريح لصحفية "وات" عدم تسجيل نقص في المنتوجات الفلاحية، باعتبار توفر مادة البطاطا (مخزونات تعديلية) وطماطم الباكورات والطماطم المتأتية من الإنتاج الشمسي والفلفل والبصل والخضر الورقية، واشار إلى أنه من المنتظر تزويد السوق بالغلال بالتعويل على إنتاج القوارص، الذي شهد وفرة في الإنتاج في حدود 26 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط بالإضافة إلى المخزونات من التفاح والتمور وانطلاق موسم إنتاج الفراولة و بالنسبة للدواجن والبيض، فأفاد بأنه تم الانطلاق في تكوين المخزون التعديلي الذي سيكون في حدود 23 مليون بيضة، سيقع ضخها بداية من شهر رمضان في مسالك التوزيع، مؤكدا تسجيل وفرة في إنتاج لحوم الدواجن، التي تراوحت أسعارها بين 7500 و8000 مليم للكيلوغرام من الدجاج، وبين 13800 و14500 للكيلوغرام الواحد بالنسبة لشرائح الديك الرومي. وبخصوص اللحوم الحمراء، أوضح أن ارتفاع الأسعار التي هي في حدود 48 دينارا لحم الضأن، و34 دينارا لحم الأبقار، تعود إلى إشكاليات هيكلية نتيجة نقص الإنتاج وارتفاع التكلفة الناجم عن ارتفاع المواد العلفية، واضاف أن مادة الحليب ستشهد وفرة في الإنتاج خلال شهر مارس الجاري، باعتبار أن هذه الفترة تتسم بذروة في الإنتاج، مما سيساهم في تحسين المشهد العام للتزويد بهذه المادة وبين أنه تم ضبط برنامج استثنائي للتزويد بمادة السكر التي سجلت ضغوطات على مستوى التزويد ونقصا بالأسواق، وذلك بداية من 4 مارس الجاري، حيث تم تخصيص حصة في حدود 885 طنا من السكر، سيتم توزيعها على 5 دفوعات، وسيتم العمل مع السلط المحلية على توزيع هذه الكميات لتغطية كافة المناطق نظرا لارتفاع نسق الاستهلاك خلال النصف الثاني من شهر رمضان وأضاف ان المؤشرات المتوفرة تفيد بتسجيل تحسن في التزويد بمادة القهوة، حيث توفرت بمسالك التوزيع ومحلات البيع بالتفصيل، لافتا إلى ان وضع برنامج توزيع اسبوعي أقره الديوان التونسي للتجارة في حدود 500 طن أسبوعيا من بينها ولاية نابل التي تضم 15 وحدة لقلي وتعليب مادة القهوة أما بالنسبة للزيت النباتي المدعم، فأشار الى برمجة توريد 15 ألف طن من الزيت النباتي المدعم منها 6 آلاف طن خلال الأيام القليلة القادمة سيتم توزيعها على وحدات التعليب ونقاط البيع، لافتا الى ان البرنامج الوطني لتوزيع زيت الزيتون البكر بسعر تفاضلي في حدود 15 دينارا اللتر الواحد، حيث سيتم العمل على توفيره خلال الفترة القادمة وفي سياق آخر، أكد توفر مادة الخبز التي تشهد خلال شهر رمضان تراجعا في الاستهلاك، مشيرا إلى ان ولاية نابل تحصلت خلال شهر فيفري على كامل الحصة المخصصة لها والتي تقدر ب39 الف قنطار بالإضافة إلى 195 قنطارا كمية إضافية لتعديل التزويد خلال شهر مارس وتابع أن مصالح الإدارة الجهوية للتجارة وضعت برنامجا رقابيا يهدف الى مزيد التحكم في الأسعار ومقاومة الممارسات الاحتكارية والمضاربة والممارسات المخلة بشفافية المعاملات التجارية، حيث انطلقت 7 فرق مراقبة في تنفيذه منذ منتصف شهر فيفري الفارط، ليتواصل الى الأسبوع الأول من شهر رمضان، بالاشتراك مع المصالح الأمنية في إطار العمل الرقابي على مستوى الطرقات والتغطية الميدانية مع تكثيف التواجد بمختلف مسالك التوزيع بالأسواق اليومية والاسبوعية والفضاءات التجارية تابعونا على ڤوڤل للأخبار
