أحيت معتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين (جنوب شرق)، اليوم الخميس، الذكرى الثامنة ل"ملحمة 7 مارس" وجرى تنظيم موكب حضره بالخصوص وزيرا الدفاع والداخلية. وتولى الوزيران تلاوة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء من أبناء بن قردان بمقبرة سيدي خليف ووضعا إكليلا من الزهور بحضور عائلات الشهداء والجرحى والاطارات الجهوية والمحلية وسط حضور أمني كثيف. وكانت قوات الجيش والأمن الوطنيين تصدت لمجموعة إرهابية هاجمت فجر يوم 7 مارس 2016 مدينة بن قردان لإقامة "إمارة داعشية"، وقضت على العشرات من عناصرها وألقت القبض على آخرين. وقال وزير الدفاع الوطني عماد مميش، في كلمة في ساحة النصب التذكاري الذي يحمل صور 21 شهيدا من المؤسستين الأمنية والعسكرية ومن المدنيين، إن "ملحمة" بن قردان، التي جسمت الوقفة الشجاعة والتصدي القوي لأعداء تونس، ستظل راسخة في ذهن كل تونسي. ... وأضاف أنها مثلت من نقطة تحول مفصلية في الحرب على الإرهاب جنبت البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان من الممكن أن تكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها، مذكرا في هذا الشأن بأن "العدو كان عازما على إقامة إمارة داعشية". وذكر بنجاح القوات الأمنية والعسكرية، مدعومة بالمواطنين، في مواجهة مجموعة ظالة من الإرهابيين ودحرهم بطريقة بطولية مثلت حديث العالم بأسره، في تجسيم للعزم على قطع دابر الإرهاب وتأكيد لجاهزية القوات المسلحة بمختلف أسلاكها وحرفيتها في التصدي لمثل هذه الأعمال الغادرة. وأضاف الوزير أن ما حصل يوم 7 مارس كان مشهدا غاية في الوفاء وأثبت وحدة التونسيين ووقوفهم سدا منيعا في سبيل عزة تونس ومناعتها، في نصر سريع وساحق على الإرهابيين كسر شوكتهم ووجه رسالة إلى العالم في الوفاء وقدرة القوات المسلحة على دحر أعداء الوطن ودحض أفكار مسبقة بأن تكون المنطقة حاضنة للإرهاب. وقال مميش إن تونس تحيي الذكرى الثامنة لهذه الملحمة بنخوة المنتصر وتتطلع إلى تحقيق مقاربة تنموية شاملة بهذه الربوع لتوفير مقومات الحياة الكريمة بالجهة. من جهته، أبرز وزير الداخلية كمال الفقي، في كلمته، أن تاريخ 7 مارس هو يوم تاريخي في البلاد، برهنت فيه القوات المسلحة بمختلف أسلاكها، ملتحمة بالمواطنين، عن يقظتها وجاهزيتها وحرفيتها في مثل هذه الأعمال الغادرة، مؤكدا على أن "داعش" انكسرت على أرض بن قردان الأبية. وأضاف أن تخليد هذه الذكرى يمثل عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على كل شبر من تراب هذا الوطن وعلى سيادته واستقراره وأمنه ووحدة أراضيه، مبينا أنه "سعي متواصل لترسيخ قيم التضحية والتضامن والشعور بالانتماء للراية الوطنية لدى ابنائنا وبناتنا الذين لم يدخروا جهدا في الدفاع عن بلادهم". وأكد الوزير حاجة هذه الجهة إلى دعم المشاريع التنموية والاقتصادية والتربوية والصحية والثقافية، ولاسيما عبر التشجيع على الاستثمار بها والنهوض بها في مختلف المجالات. ويختتم برنامج إحياء الذكرى الثامنة ل"محلمة" بن قردان، الذي انطلق منذ يوم 2 مارس الحالي، بفقرات مختلفة جمعت بين الجوانب الفنية والتنموية والرياضية والتنشيطية، التي معها عاشت المدينة أجواء متميزة أعادت إلى الذاكرة أطوار الملحمة وأبعادها وعمق دلالاتها. ولأول مرة، تواصلت اليوم الحياة في مدينة بن قردان بشكل طبيعي دون إقرار يوم عطلة بهذه المناسبة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار