بمقبرة سيدي خليف ببن قردان يرقد 11 شهيدا هم من ابناء منطقة بن قردان سقوا بدمائهم ارض الوطن في ملحمة 7 مارس التي قدمت لاول مرة طريقة جديدة في مواجهة الارهاب ومحاربته من قوات امنية وعسكرية مدعومة بمواطنين فكانت الملحمة درسا ومنهاجا جديدا وحديثا للعالم باسره جسمت العزم على قطع دابر الارهاب ورسخت قيم التضحية والشعور بالانتماء الى الراية الوطنية. كانت المعركة بطولية امتزجت فيها دماء الامني والعسكري والمدني فالهدف واحد والعدو واحد والوطن واحد ... قدموا ارواحهم فداء انتصار للبلد حتى ينعم بالنصر والعزة وحتى يدحر اعداء الوطن ويحبط اي مخطط يرنو ان ينفذه على ارض تونس الحرة والابية. ... ومع احياء ذكرى ملحمة بن قردان التي وصلت عامها الثامن يتكرر نفس المشهد بهذه المقبرة التي تصبح وجهة للوفود الرسمية ولاهالي الشهداء والجرحى مصطفين امام روضة الشهداء كل يحمل صورة شهيده وجرحى يواصلون المطالبة المطالب بالايفاء بما تعهدت به الحكومات المتعاقبة. والد الشهيدة سارة الموثق صاحب عبارة "وطني قبل بطني وبلادي قبل اولادي " قال هذه المرة "لا وطن بلا محن "، موضحا ان وجع الذكرى والام الفقد لا بد من احتماله من اجل الوطن حتى ينعم بالامن ولا بد من التضحيات لاجله بالغالي والنفيس. واضاف العم مبروك لوات قائلا"مشت سارة بدت الحياة مرار، ولاجل وطنا نتلقى الرصاص الحار، ونتلقوا الرصاص الحي، وراسي اليوم مرفوع مثل البي". وبالقرب من والد الشهيدة وقفت ام الشهيد لسعد الجريء التي اكدت أنها لا تتوانى في الدفاع عن الوطن بكل ما اوتيت من جهد والى اخر رمق قائلة "ان بلادنا عزيزة" الا انها اعتبرت انه من حق بن قردان ان تلتفت إليها الدولة وتوليها الاهتمام وخاصة على مستوى الطرقات والخدمات الصحية. والد شهيد المؤسسة العسكرية غيث قطيف تعود ككل سنة ان يحيي ذكرى ملحمة بن قردان قادما من ولاية قفصة لمشاركة بقية عائلات شهداء بن قردان هذه الذكرى، معتبرا ان ابنه قام بواجبه نحو وطنه وان استشهد فذلك في سبيل الوطن وهو شرف كبير على حد تعبيره. اما جرحى الملحمة فجلهم وقفوا بألم يحيون هذه الذكرى في استياء من عدم الايفاء بتعهدات وعدوهم بها ليبقى اغلبهم عاجزين عن العمل بسبب الاعاقات التي اصبحوا عليها جراء الاصابات بالرصاص وينتظرون تمكينهم من التنقل المجاني ومن بطاقة العلاج المجاني ومن تعويضات مادية لم تستكمل في انتظار الحسم قضائيا بشانها وفق مهدي ثابت والهادي لشيهب. تتالت السنوات وبقيت عديد المطالب نفسها لم تتحقق كتحسين واقع قطاع الصحة وتطوير البنية التحتية ووضع حد لانقطاع الماء الصالح للشراب وبذل مجهود تنموي اكبر بالمنطقة به يتغير وجهها وتتوفر مواطن شغل اكبر والاعتراف وطنيا بان تكون هذه الملحمة يوما وطنيا لمكافحة الارهاب. ومقابل الاستياء من غياب التنمية وافتقار المنطقة الى عدة ضروريات تؤكد هياكل التنمية والاستثمار ان مجهود التنمية كبير بهذه المعتمدية منذ سنة 2016 فقد تم صرف اعتمادات ناهزت 200 مليون دينار توزعت بين اعادة تهيئة شبكة الطرقات ومداخل المدينة وانجاز محطة للفحص الفني وقاعة للرياضات الجماعية ومركب ترفيهي ورياضي "سارة الموثق" في جزء اول وتهيئة مركز التربصات والاصطياف ومحطة للضغط العالي للكهرباء الى جانب بناء مساكن اجتماعية ودار ثقافة ومكتبة عمومية ومحطة تطهير ومنصة اللحوم وتهذيب احياء وغيرها مع تهيئة منطقة صناعية ومنطقة لوجستية عند انطلاق اعمالها واحتضانها للمشاريع ستوفر فرص تشغيل كبرى وستدفع بالتنمية بمنطقة بن قردان. وفي هذا السياق قال والي مدنين سعيد بن زايد ان مجهود التنمية لم يتوقف ببن قردان من ذلك ان مشاريع هامة ستدخل بالمناسبة حيز الاستغلال ومنها منصة اللحوم باكثر من 10 ملايين دينار وقاعة للرياضات الجماعية واعطاء اشارة انطلاق انجاز الطريق الحزامية بكلفة 18 مليون دينار وتهذيب احياء في قسطين بكلفة 19 مليون دينار . تابعونا على ڤوڤل للأخبار