انطلقت، صباح اليوم السبت 02 مارس، تظاهرات إحياء معتمدية بن قردان بولاية مدنين للذكرى الثامنة لملحمة 7 مارس التي جدت أولى أحداثها يوم 2 مارس بمنطقة العويجاء عندما تسللت مجموعة ارهابيين إلى المنطقة وتحصّنت داخل أحد المنازل بهدف السيطرة على المدينة فيما بعد. وتجمّع صباح اليوم عديد المواطنين أمام مقر معتمدية بن قردان التي تزينت وهي تحيي هذه الذكرى فاحتضنت موكبا رسميا اشرف عليه والي مدنين، سعيد بن زايد، وتم خلاله رفع العلم الوطني على انغام النشيد الرسمي، وتلاوة الفاتحة على ارواح الشهداء، وتدشين نصب تذكاري بمقر المعتمدية يحمل اسماء 3 شهداء من اعوان البلدية سقطوا في ملحمة 7 مارس، الى جانب عروض من التشكيلات الامنية ولرياض الاطفال. واعتبر والي مدنين أن هذه الذكرى تمثّل فخرا واعتزازا بتونس ودرسا خُطّ بماء الذهب في تاريخ العالم والانسانية، بما أظهرته الملحمة من دفاع عن قيم الحياة وعن الحق في البقاء والدفاع على الوطن، قائلا "إن الدرس انطلق من بن قردان والتحدي الذي كسبته تونس كان كبيرا، فحق لابناء بن قردان وكل التونسيين ان يفخروا بهذه الذكرى التي زرعت في النفوس ما لا يمكن ان يجتث من قيم عالية علو الراية الوطني"، وفق تعبيره. وأشار الوالي الى أن المجهود لدفع التنمية ببن قردان متواصل، لتقترن هذه المناسبة بانطلاق مشاريع جديدة ومنها منصة اللحوم التي انطلق طلب العروض الخاص بها لاختيار المتعهد بادارة المشروع الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة، ومشروع الطريق الحزامية بن قردان بكلفة 18 مليون دينار، وتهذيب احياء شعبية اطلقت بعد طلبات العروض بشأنها (تخصيص 9 ملايين دينار للقسط الاول و10 ملايين دينار للقسط الثاني)، مع انطلاق استغلال القاعة الرياضية ببن قردان. كما انتظم في هذا اليوم معرض للصناعات التقليدية دأبت على تنظيمه المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بمدنين، ومثّل فرصة للحرفيين وعددهم اكثر من 70 عارضا وعارضة من عدة جهات للتعريف بمنتوجاتهم وترويجها، ولتعميق التواصل بينهم لتبادل التجارب والافكار وتطوير منتوجاتهم، ومزيد الابتكار، وفق سليم الغنجة المندوب الجهوي للصناعات التقليدية. وتضمن المعرض عدة منتوجات حرفية في اختصاصات مختلفة منها النسيج اليدوي، والالياف النباتية، والتطريز، واللباس التقليدي، والبلغة، والمصوغ، واكلات تقليدية تتزود بها العائلات التونسية. وافتتح الجانب العلمي لاحياء الملحمة بندوة حول الشركات الاهلية بهدف دفع المبادرة الخاصة والمبادرة الجماعية عبر احداث الشركات الاهلية ضمن الاقتصاد التضامني والاجتماعي، وحث الشباب على الاستثمار، وغرس ثقافة بعث المؤسسات لديه، وفق وليد التريكي المدير الجهوي للتنمية. وانتظم على هامش هذه الندوة فضاء جمع كل هياكل الاستثمار للتواصل مع الباعثين الشبان وتقريب خدماتهم ومن الراغبين في بعث شركات أهلية، إلى جانب التعريف بشبان اقتحموا مجال المبادرة الفردية فكتبوا قصص نجاح في مجالاتهم، وتم التواصل بينهم وبين الشباب الراغب في الانتصاب، فكانت فرصة لتبادل الافكار والاراء. وتعد ولاية مدنين 9 شركات اهلية في اطوار مختلفة من التقدّم، فيما لا تزال الشركات الاهلية ببن قردان في طور التأسيس، وسيمكن هذا اليوم اللجان التأسيسية لهذه الشركات من الانطلاق في العمل سيما امام الاحاطة التي توفرت لها عبر الهياكل الرسمية او من الشركات الاهلية السابقة. وتنوّعت فقرات هذا اليوم الافتتاحي وستتواصل بعدة فقرات اخرى اعطتها لجان التنظيم خصوصية هذا العام بالنظر الى الوضع في غزةوفلسطين، فجاءت دورة للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "من بن قردان 7 مارس الى فلسطين 7 اكتوبر"، وستأخذ جل فقرات احياء الذكرى هذا المنحى بتنظيم عدة استضافات عربية منها مؤسسة الارض الفلسطينية، والمركز الثقافي الفلسطيني، وسهرات ليلية ملتزمة، وفقرات شعرية في نفس الهدف، وفق منسق لجان احياء الدورة الثامنة لملحمة بن قردانجلال عبد الكبير.
