أنهى الترجي الرياضي التونسي منافسات المجموعة الثانية من كأس رابطة الأبطال الإفريقية في نسخة 2010 بالمحافظة على مرتبته الأولى فيها عقب فوزه على فريق ديناموس على ملعبه بنتيجة هدف لصفر، ولا يسعنا بعد هذه النتيجة إلا أن نهنئ الترجي بهذا الترشح آملين أن يواصل مسيرته الوردية حتى يحقق مبتغاه ومبتغى كرة القدم التونسية وهو الفوز بكاس رابطة الأبطال الإفريقية. واللافت للانتباه أن الترجي خاض هذه المباراة لأسباب مختلفة بتشكيلة منقوصة من عدد من اللاعبين الأساسيين المؤثرين في الفريق وأدائه مثل خالد القربي والحارس وسيم نوارة وصيام بن يوسف ويوسف المساكني ومايكل إينيرامو. وهذا ما يعني أن لفريق الترجي رصيدا بشريا محترما يساعد على الاستمرار في المنافسة على لقب كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وهذا ما يعني أيضا أن المدرب فوزي البنزرتي يعطي الثقة للاعبيه لمّا يحتاجهم حتى وإن كانوا من الاحتياطيين فيبعث فيهم الروح الانتصارية العالية والشجاعة المطلوبة ويهيئهم كما يجب لخوض مباريات صعبة على غرار مباراة ديناموس التي سبقها حديث كبير عن سعي فريق مازمبي إلى تقديم مبالغ مالية كحوافز إلى لاعبي ديناموس حتى يصمدوا أمام الترجي ويوقفوا زحفه ويحرموه من المحافظة على المرتبة الأولى، ولكن الترجي بتشكيلة منقوصة من لاعبين أساسيين فرض كلمته وفاز بالمباراة بهدف لصفر سجله القائد أسامة الدراجي... في مباراة ديناموس غاب مايكل إينيرامو هداف الفريق، وعلى الرغم من هذا الغياب فاز الترجي وضمن المرتبة الأولى باستحقاق ودون أخذ نتيجة مازمبي ووفاق سطيف بعين الاعتبار (هذه المباراة انتهت بالتعادل). والكثيرون يقولون إن الترجي لا يفوز أو هو يتعثر عند غياب دبابته مايكل إينيرامو، ولكن المباراة الأخيرة كذبت هذا القول وبينت أن الترجي ينتصر أيضا عند غياب لاعبه النيجيري الكبير، صحيح أن مايكل إينيرامو لاعب ممتاز جدا ومؤثر بشكل كبير في فريق الترجي ويسهم في انتصاراته في المسابقات المحلية أو القارية وكل مدرب يتمنى أن يضم فريقه لاعبا في قيمة مايكل وإمكانياته الهائلة إلا أن هذا لا يجيز لنا أبدا أن نربط مصير الترجي ونتائجه الحاصلة بحضور إينيرامو أو غيابه ولا يجوز لنا أبدا أن نجعل هذا اللاعب القوة الضاربة الوحيدة في الفريق، فللترجي لاعبون ممتازون ذوو إمكانيات كبيرة ومحترمة وكل مدرب يتمنى وجودهم أو وجود بعضهم في فريقه وهم يسهمون بدورهم في تحقيق كثير من انتصارات الترجي، وبالتالي فإنّ مايكل إينيرامو وإن كان دوره مهما جدا وحاسما في الترجي في كثير من الأحيان نظرا إلى المردود الكبير والمتميز والغزير الذي يقدمه في أغلب الأحيان وإن كان فوزي البنزرتي يعتبره ركنا أساسيا يبني عليه اختياراته التكتيكية لا يمكن أن نجزم بأنه كل شيء في الترجي وبأن البقية لا شيء... والدليل على ذلك أن الترجي من جملة ثلاث مباريات خاضها خارج تونس فاز في مباراتين اثنتين هما اللتان غاب عنهما مايكل إينيرامو وجمع منهما ست نقاط من جملة ثلاث عشرة نقطة أهلت الترجي لتصدر ترتيب مجموعته، ولقد كان لنتيجتي هذين المباراتين دور حاسم في ترشح الترجي في طليعة الترتيب، المباراة الأولى هي التي جمعت في الجزائر بين وفاق سطيف والترجي، وحقق فريق باب سويقة الانتصار في هذه المباراة الأولى في تصفيات مجموعته مما جعله يبدأ المنافسات في ظروف طيبة وهذا الانتصار وضع الفريق من البداية على السكة الصحيحة. والمباراة الثانية التي غاب عنها إينيرامو وتحقق فيها الانتصار هي بطبيعة الحال تلك التي خاضها الترجي ضد ديناموس في الزيمبابوي بالذات وضمنت له في النهاية المحافظة على تصدر ترتيب مجموعته، مما أهله لأن يلاقي فريق الأهلي المصري ذهابا بالقاهرة يوم 3 أكتوبر القادم وإيابا بتونس يوم 17 أكتوبر... صاحب رأي