كان الترجي في مستوى تطلعات أحبائه وطموحاتهم وحقق نتيجة جد ايجابية في أولى مبارياته لحساب مجموعته في كأس رابطة الابطال، وهو ما يعطيه طموحا شرعيا للتقدم بكل ثبات نحو المربع الذهبي للمسابقة. الترجي عرف كيف يطفئ «شعلة» ملعب النار،وتمكن من تكرار سيناريو نهائي دوري أبطال العرب عندما حقق الانتصار في سطيف، وأعاد هدف بوعزي للأذهان طريق التتويج ليكبر بذلك الحلم الشرعي لزملاء «الكابتن» الدراجي. الترجي ليس «مايكل» فقط السؤال الذي كان يفرض نفسه والذي خيم على كل الملاحظين وحتى أحباء الترجي هو كيف يتعامل الفريق مع غياب مهاجمه وهدافه الاول مايكل؟وكانت الاجابة سريعة وتمكن الترجي من تحقيق الانتصار والتسجيل على أرض المنافس، ليؤكد أن الترجي مجموعة متكاملة ومتوازنة وأن الحلول متوفرة في عدّة لاعبين ورغم قناعتنا بأنه لو كان مايكل حاضرا في المباراة لتمكن من تحقيق النتيجة أكثر للترجي. التركيبة السحرية يبدو أن الاطار الفني وجد التركيبة السحرية للفريق الذي ظل يبحث عنها طيلة التحضيرات، وكان لدخول مجدي التراوي في وسط الميدان كلاعب محوري ثان الأثر الايجابي على مستوى هذه المنطقة من الميدان. التراوي أكد سعة امكاناته وأثبت للجميع أنه عاد الى كامل مؤهلاته بفضل التحضيرات التي غاب عنها الموسم الفارط. «أفول» ملك الحلول إذا كان الحديث عن ابداعات أسامة الدراجي وخصاله الفنية يفرض نفسه في كل موعد هام، حيث كان «الكابتن» في مستوى الانتظارات وتلاعب كما شاء بالدفاع المنافس قبل ان يهدي بوعزي كرة الهدف الذي لا يعرف سرها الا هو فإن صاحب القامة النحيفة «أفول» أكد علو كعبه وجدارة انتمائه الى المدرسة الجديدة «للبلاك ستار»، وكان الحلقة التي مثلت متنفسا لهجوم الترجي على مستوى الكرات في ظهر المنافس اضافة لتوقيته السليم على مستوى التمرير وتبادل الكرة (Timing). «أفول» كان ملكا للحلول وأصبح من الصعب زحزحته على المركز الذي أصبح يشغله. في انتظار التأكيد ربما يكون انتصار الترجي فتح شاهية احبائه كما يجب لباقي المشوار، لكننا متأكدون أن مجال التحسن لازال كبيرا في المجموعة خاصة بعودة مايكل واكتساب اكبر نسق للمباريات وهو ما سيتأكد دون شك في المباراة المقبلة عند استقبال «ديناموس». عودة متأخرة كانت عودة الترجي الى تونس عند الثانية والنصف صباحا من فجر امس حيث تم التحول الى المطار مباشرة بعد انتهاء اللقاء. الترجي سيعود الى أجواء التمارين يوم الثلاثاء لاعداد العدة لمباراة الجولة الافتتاحية للبطولة الوطنية أمام النجم الساحلي. معز بوطار الجماهير الحمراء والصفراء: فريقنا مرشح بارز ل«رابطة الأبطال» ولو غاب مايكل... تجاوز الترجي عقبة وفاق سطيف بسلام بعد أن كانت مهمة الاصفر والاحمر تبدو معقدة على أرضية ملعب «النار والانتصار» وأمام فريق صعب المراس أمام جماهيره وبقيادة مدربه نور الدين زكري الذي تابع عن كثب فريق الترجي خلال الآونة الاخيرة... وذلك في مقابلة برهن فيها الترجي أنه عاقد العزم علىتصدّر مجموعته والسير بثبات نحو التاج الافريقي الذي غاب عن خزائنه منذ عام 1994 حتى وإن تغيّب هدّافه الاول النيجيري «مايكل إينرامو» عن تشكيلته الاساسية فقد وجد الترجي ضالته في أكثر من لاعب وأكد أنه أكبر من أن يظل رهين خدمات لاعب بعينه بمن في ذلك «مايكل»... «الشروق» نزلت الىالشارع ورصدت ردود أفعال جماهير الترجي بعد الانتصار الباهر الذي حققه فريقها بالرغم من غياب مايكل إينرامو فكانت الآراء كالتالي: أنيس معاوي: الترجي ينتصر بمايكل أو بدونه «أثبت الترجي أنه فريق قوي وجاهز للمراهنة على رابطة الابطال الافريقية سواء كان يضم في صفوفه النيجيري مايكل إينوامو أو بدونه لأن الترجي يستمد قوته من روح المجموعة المتوفرة بحوزته مثل وجدي بوعزي وخالد العياري وأسامة الدراجي وأفول... ومؤكد أن مهاجما صاعدا مثل خالد العياري سيكون بإمكانه تعويض مايكل إينرامو بمجرد أن يخوض عدة مقابلات». مراد قناوي: الترجي قادر على المراهنة على رابطة الأبطال دون مايكل «أكد الترجي أنه مراهن بارز على لقب رابطة الابطال بعد فوزه الباهر أمام سطيفالجزائري ووجه رسالة مضمونة الوصول الى الجميع أن فريق باب سويقة لا يتوقف على خدمات لاعب بعينه مهما كانت قيمته الفنية حتى وإن تعلق الامر بالنيجيري «مايكل إينرامو» وأعتقد شخصيا أن هذا المهاجم حال دون بروز عدة مواهب شابة في الخط الهجومي للفريق». رامي عرفاوي: الترجي يقنع ويفوز حتى لو تغيّب مايكل «الترجي لن يبقى أبدا رهين خدمات النيجيري «مايكل إينرامو» بدليل أنه حقق فوزا رائعا أمام سطيفالجزائري في ظل غياب هذا المهاجم عن التشكيلة الاساسية للفريق ولا ننسى أن المنافسة ستكون على أشدها بين اللاعبين في الوقت الراهن خاصة في ظل تنوّع الزاد البشري الذي بحوزة الفريق وقد أقنع الترجي أمام سطيف بالرغم من صعوبة المهمة في ملعب هذا الفريق». حامد المرزوقي: قوة الترجي في روح المجموعة وليس في لاعب واحد «شخصيا أشعر بسعادة عارمة لأن فريقي لم يكتف بالانتصار بل أكد أيضا أنه جاهز على كل المستويات وأن الترجي يستند في نجاحه وتفوّقه على مجموعة كبيرة من اللاعبين وليس على خدمات لاعب بعينه كالنيجيري «مايكل إينرامو» مثلا الذي يبقى لاعبا عاديا في نظري شأنه شأن بقية اللاعبين». أيوب عبّودي: مايكل كان بإمكانه تعطيل آليات الفوز على سطيف!!! «بعد الانتصار الرائع الذي حققه الترجي أمام منافس عنيد مثل سطيفالجزائري أكد الترجي أنه فريق قوي سواء ضم في تشكيلته الاساسية هدّافه «مايكل» أو العكس مثلما حدث أمس الاول عندما انتصر الترجي دون مايكل بل أذهب الى أكثر من ذلك إذ أعتقد أن الترجي لو كان معززا بمايكل فإن اللعب كان سيرتكز بالاساس على هذا اللاعب وهو ما قد ينجر عنه إهدار فرصة الفوز... ولكن الترجي حقق الانتصار الذي كان مرفوقا بالأداء الجيد وأظن أننا لم نواجه «غصرات» العادة كلما تعلق الامر بمواجهات مغاربية كما في السابق». عبد العزيز الحيدوسي: يمكن للترجي أن لا يعتمد على مايكل أصلا... «شخصيا أعتقد أن الانتصار الذي حققه الترجي في ظل غياب النيجري «مايكل إينرامو» يعتبر مؤشرا إيجابيا للغاية إذ يعكس ذلك أن الترجي بإمكانه تحقيق الفوز وربما التتويج بلقب رابطة الابطال الافريقية دون الاعتماد أصلا على خدمات «مايكل إينرامو» في ظل تواجد عناصر متألقة وواعدة مثل بوعزي وغنّام والعياري... وغيرهم». سامي حمّاني بالأرقام: الأندية الجزائرية طالع خير على الفرق التونسية لغة الأرقام كانت مجددا بليغة وفصيحة عندما شهدت على تألق الفرق التونسية أمام نظيراتها الجزائرية وكانت الملحمة البطولية للعناصر الترجية أمام وفاق سطيف حلقة جديدة من هذا المسلسل. جمع المكتوب الفرق التونسية بالاندية الجزائرية في مختلف المسابقات القارية 39 مرة وفاز فرسان تونس 22 مرّة مقابل 11 فقط للفرق الجزائرية (أي الضعف) مع نهاية 6 مقابلات بالتعادل وعرفت هذه المواجهات تسجيل 90 هدفا منها 55 لأنديتنا و35 للأشقاء. في كأس الأبطال 1994: عندما رفع الترجي الرياضي أغلى وأحلى لقب سنة 1994 تألق أمام مولدية وهران وفاز بتونس 3/1 وتعادل بالجزائر 2/2 وكانت المولدية من أهم العقبات نحو أمجد الكؤوس القارية. 2006: أفضل مشاركة للنادي الصفاقسي في أمجد الكؤوس الافريقية كانت سنة 2006 عندما تأهل لعرس النهائي وفي هذه الدورة أزاح شبيبة القبائل وفاز عليها ذهابا وايابا (1/0) و(2/0). 2007: قبل الحصول على أمجد الكؤوس القارية أمام الاهلي بالقاهرة بالذات نجح النجم الساحلي في كسر شوكة شبيبة القبائل وفاز عليها بالجزائر (2/0) وبتونس (3/0). 2010: افتتح الترجي الرياضي دوري المجموعات بفوز في طعم العسل أمام سطيفبالجزائر بالذات (1/0) فهل تكون هذه النتيجة طالع خير على أبناء فوزي البنزرتي لاسترجاع اللقب بعد 16 سنة؟ في كأس الكؤوس الملحمة الخالدة للنادي الافريقي على الصعيد الافريقي بدأت سنة 1990 عندما تأهل للمرة الاولى للنهائي الافريقي وخلال هذه الدورة من كأس الكؤوس بدأ ممثلنا مسيرته بفوز تاريخي باهر بالجزائر بالذات على سريع عنيزان (4/1)ودعّم هذا الانجاز بانتصار (2/0) بتونس وفي الموسم الموالي رفع فريق باب الجديد كأس رابطة الابطال للمرة الاولى في تاريخ الفرق التونسية. في كأس الكنفدرالية 1995: أول لقب افريقي للنجم الساحلي كان سنة 1995 حيث تحصل على كأس الكنفدرالية والطريف أن رحلة البحث عن اللقب بدأت من الجزائر أمام برج منايل وانهزم (3/1) ثم فاز بسوسة (2/0) وترشح. 2008: رفع النادي الصفاقسي تاج الكنفدرالية وخلال هذه الدورة أزاح شبيبة بجاية (1/0) و(0/0). أسبقية جلية في المسابقات العربية والمغاربية هذه الاسبقية تبلورت في المرحلة الأخيرة في المسابقات العربية والمغاربية فالترجي الرياضي رفع البطولة العربية لسنة 2009 أمام منافسه الحالي وفاق سطيف بعد أن فاز عليه في النهائي ذهابا وإيابا بنفس النتيجة (2/1). كما تحصل على الكأس المغاربية أمام شبيبة بجاية مقابل انسحابه في الدورة الأخيرة من الكأس المغاربية أمام وفاق سطيف. وقبل حصوله على التاج المغاربي تألق النادي الصفاقسي أمام شباب بلوزدان في نصف النهائي ثم نال اللقب ضد الاهلي الليبي وبذلك أصبحت الاندية الجزائري عموما طالع خير على أنديتنا في مسيرتها نحو الألقاب القارية والاقليمية.