تمثل الكمبيالة 9ر5 بالمائة من وسائل الدفع في تونس، وذلك وفق الارقام الصادرة الأربعاء عن الشركة المصرفية المشتركة للمقاصة، وهي شركة عمومية تنشط في مجال مقاصة الأوراق المالية بين البنوك وحفظ الصكوك والكمبيالات. وبلغ عدد الكمبيالات التي تم تداولها، أمس الأربعاء، 17130 كمبيالة من بين 290101 وسيلة دفع تشمل الشيكات والتحويلات والكمبيالات والاقتطاعات. ولم تتجاوز نسبة الشيكات المتداولة 10 بالمائة من إجمالي الأوراق المالية، في الوقت الذي سيطرت فيه التحويلات على وسائل الدفع بنسبة 6ر79 بالمائة. وتبين هذه المعطيات تغيّر هيكلة وسائل الدفع في تونس في الوقت الذي لم يفصح فيه البنك المركزي التونسي عن المعطيات المتعلقة بوسائل الدفع للثلاثي الأول من العام الحالي. ويسعى نواب البرلمان، في هذا السياق، إلى تجاوز الإشكالات الناتجة عن تراجع استعمالات الشيكات بتطوير استخدام الكمبيالات بالأساس، حيث تم التقدم بمبادرة تشريعية في هذا الصدد، يوم 19 مارس 2025، عبر طلب لتنقيح الفصل 286 من مجلة المرافعات المدنية والتجارية. ويرمي مسعى النواب إلى إضفاء الصبغة التنفيذية على الكمبيالة، عبر الحجة العادلة التي يحرّرها عدل إشهاد لتكون بمثابة الحكم. وبالإمكان وفق المقترح التشريعي، تضمين الحجّة العادلة بعض الأملاك أو السلع أو المعدات التي يمكن تنفيذ عقلة عليها في حال عدم الخلاص أو إدراج اسم شخص كفيل يضمن عملية الخلاص في صورة عدم الإيفاء بالتعهدات المالية. يذكر أنه تم تنقيح قانون الشيكات في فيفري الفارط، وذلك سعياً لتأهيل منظومات الدفع، مع سنّ تشريعات لمرافقة هذا التنقيح، وذلك على غرار الأحكام المتعلقة بالتخفيض في نسبة الفوائد القارة على بعض أصناف القروض، وتعديل أحكام التصرف في الحسابات البنكية المجمدة، وتخصيص 8 بالمائة من أرباح البنوك لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، غير أن هذه التنقيحات تعثرت ولم تجد طريقها للتطبيق، مما دفع بالبنك المركزي إلى إصدار تذكير للبنوك في الغرض.