أكّد مدير المحافظة على الغابات، الصحبي بن ضياف، أن أسطول وسائل الإطفاء التابع للإدارة العامة للغابات يُعد "متوسط الحجم"، لكنه كفيل بتغطية التدخلات الأولية عند نشوب الحرائق، مشدّداً على أن تونس تعتمد مقاربة وطنية شاملة للتوقي من الكوارث الطبيعية، خاصة حرائق الغابات. مقاربة استباقية وتنسيق مؤسساتي وفي حوار مع الأستوديو التلفزي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أوضح بن ضياف أن الإدارة شرعت منذ بداية الموسم في جملة من التحضيرات الميدانية أبرزها: * تسهيل النفاذ إلى المناطق الوعرة * تهيئة نقاط تزويد بالمياه * إعادة تأهيل أبراج المراقبة * تكوين فرق قارّة وأخرى متنقلة للمراقبة والتدخل وأكد أن الجهود لا تنفرد بها الإدارة العامة للغابات وحدها، بل يتم العمل بالتعاون مع وزارات الدفاع، التجهيز، الحماية المدنية وغيرها من الأطراف الرسمية ضمن خطة وطنية للتوقي من الحرائق. التعاون الإقليمي محدود بسبب تزامن الحرائق أشار بن ضياف إلى أن تونس مرتبطة باتفاقيات إقليمية للتعاون عند نشوب حرائق كبرى، إلا أن التنفيذ الفعلي للمساعدة يكون صعباً أحياناً، نظراً إلى الطابع المتزامن لحرائق الغابات في حوض البحر المتوسط، ما يحد من قدرة الدول على تقديم الدعم المتبادل في الوقت المناسب. وشدد في المقابل على أن تونس تسعى إلى تطوير قدراتها الذاتية، وتوفير إمكانيات لوجستية وتقنية تتيح لها التحرك بشكل مستقل وفعال عند الحاجة. نظام قانوني ولجان وطنية ومحلية للتدخل أوضح بن ضياف أن منظومة مكافحة الحرائق تخضع لإطار قانوني وتنظيمي دقيق، يحدد مجالات تدخل كل جهة، ويعتمد على لجان مجابهة الكوارث المنتشرة على: * المستوى المحلي * المستوى الجهوي * المستوى المركزي والوطني نحو إدماج منظومة الإنذار المبكر وتقنيات الدرون وفي رده على سؤال حول منظومة الإنذار المبكر، كشف المسؤول أن تونس مازالت في طور الدراسات التقنية، لكن من المنتظر البدء في اعتماد بعض مكوناتها في صيف 2026، مع الإشارة إلى أن تمويلات أولية تم رصدها، وهناك وعود بتمويلات إضافية لتعزيز هذا التمشي. كما تطرّق إلى تجربة ناشئة في إحدى غابات ولاية بنزرت، حيث قامت شركة تونسية بتعليق جهاز رصد دخان على شجرة، قادر على إرسال تنبيهات فورية إلى الجهات المختصة، وهو ما يعكس انفتاح الإدارة على التكنولوجيا الحديثة والابتكار المحلي. نحو منظومة استباقية مستدامة ختاماً، شدّد بن ضياف على أن إدارة الغابات تطمح إلى الانتقال من مجرّد التدخل عند وقوع الحرائق إلى منظومة استباقية ووقائية متكاملة، تقوم على: * التخطيط طويل الأمد * المقاربة الجماعية * الاعتماد على التقنيات الحديثة * تعزيز ثقافة المسؤولية لدى المواطنين وهو ما يُمثل، حسب قوله، السبيل الأمثل للحفاظ على الثروة الغابية الوطنية ومواجهة المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.