شهدت ولاية قابس تحرّكًا احتجاجيًا غير مسبوق، وُصف ب"طوفان شعبي"، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرة سلمية ضخمة عبّروا خلالها عن رفضهم لاستمرار التلوث الصناعي الناتج عن أنشطة المجمع الكيميائي، مطالبين بتفكيك الوحدات المسبّبة للأضرار الصحية والبيئية. المسيرة التي حظيت بمتابعة وطنية ودولية، جرت في مناخ من الانضباط والمسؤولية دون تسجيل أي أعمال عنف أو تخريب. وقد اعتُبرت من أكبر التحركات الشعبية في تاريخ الجهة، بما يعكس حالة الاحتقان العميق وغياب الثقة في الحلول الحكومية السابقة. عبد الكريم العلوي: "القضية بيئية بامتياز وحق الأهالي في الحياة لا يقبل المساومة" خلال مداخلة هاتفية في برنامج صباح الورد على إذاعة الجوهرة أف أم، أكد الأستاذ والمحامي عبد الكريم العلوي، الناشط الحقوقي والعضو ضمن فريق الدفاع عن موقوفي قابس، أنّ المسيرة كانت نموذجًا في السلمية والتنظيم الذاتي، وأن مطلب الأهالي واضح: تفكيك الوحدات الملوِّثة ووقف نزيف التلوث الذي يهدد صحة السكان ومستقبل الجهة. وأضاف العلوي أن عددًا من الموقوفين تم إطلاق سراحهم، فيما تتواصل الجلسات القضائية اليوم للنظر في ملفات عدد آخر، مشيرًا إلى أن فرع المحامين بقابس تطوّع للدفاع عن جميع المحتجين ما لم تشملهم قضايا الحق العام. كشف العلوي أن قضية استعجالية سيتم النظر فيها يوم الخميس 23 أكتوبر من قبل المحكمة الابتدائية بقابس، وتتعلق بطلب إيقاف تشغيل الوحدات الملوِّثة للمجمع الكيميائي، وذلك استنادًا إلى الأمر الحكومي الصادر سنة 2017، والذي أقرّ ضرورة تفكيك هذه الوحدات ونقل الأنشطة الملوّثة خارج المناطق السكنية. المحتجون، بحسب العلوي، لا يتحركون بدوافع سياسية أو حزبية، بل بدافع إنساني ووطني، مؤكدًا أن جهة قابس لم تعد تحتمل مزيدًا من الوعود دون تنفيذ، وأن حالة التلوّث بلغت مرحلة الخطر الداهم على صحة المواطنين والبيئة. iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F1783140405691298%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true تابعونا على ڤوڤل للأخبار