أفاد التقرير التمهيدي الصادر عن مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني في فرنسا (BEA)، بأن كارثة جوية كادت تقع في مطار نيس-كوت دازور مساء 21 سبتمبر، عندما كان طائرة تابعة للخطوط التونسية "نوفلار" على وشك الهبوط على مدرج غير مخصص للهبوط، حيث كان يوجد عليه في تلك اللحظة طائرة تابعة ل"إيزي جيت" تستعد للإقلاع. تفاصيل الحادث وفق التقرير الذي نُشر على الموقع الرسمي ل BEA يوم 22 أكتوبر، قام المحققون بتحليل دقيق للتواصل الذي جرى دقيقة بدقيقة بين برج المراقبة وقائدي الطائرتين. أخبار ذات صلة: وفق تحقيقات ال BEA : طائر "نوفلاير" أخطأت المدرج ... كانت طائرة نوفلار القادمة من تونس في مرحلة الهبوط عندما اقتربت بشكل خطير من طائرة إيزي جيت التي كانت على المدرج المخصص للإقلاع (المدرج 04R)، علماً أن المدرج المخصص للهبوط هو (04L) الواقع في الجهة الشمالية من المطار. وكاد الاصطدام يقع بفارق ثلاثة أمتار فقط قبل أن يقوم قائد نوفلار بإعادة تشغيل المحركات والانسحاب في اللحظات الأخيرة. بلغ عدد الركاب على متن الطائرتين 358 راكباً، ما كان سيجعل من الحادث كارثة كبيرة لو وقع الاصطدام. تأكيد فرضية الخطأ البشري يشير التقرير التمهيدي إلى أن الخطأ يُرجَّح أنه ناجم عن التباس في تحديد المدرج من قبل قائد طائرة نوفلار. وقد أكد المكتب أن برج المراقبة نبّه قائد الطائرة التونسية خمس مرات متتالية بين الساعة 21:21 و21:32 للتأكد من هبوطه على المدرج الصحيح (04L). لكن قبل 18 ثانية فقط من بلوغ نقطة الهبوط، كانت الطائرة قد توجهت فعلياً نحو المدرج الخطأ (04R). ظروف مناخية وإضاءة مربكة أوضح التقرير أن الظروف الجوية في تلك الليلة كانت سيئة، مع ضعف في الرؤية بسبب اضطرابات جوية بين مدينتي كان وأنتيب. كما أن مطار نيس يتميز بظروف بيئية خاصة جعلت تصميم المدرجات غير معتاد مقارنة بالمطارات الأخرى، حيث تم عكس اتجاهات الهبوط والإقلاع لتقليل الضجيج فوق المناطق السكنية. وأشار التقرير أيضاً إلى أن إضاءة المدرج 04R (المخصص للإقلاع) أكثر سطوعاً بكثير من المدرج 04L، وهو ما قد يؤدي إلى تشويش بصري لدى الطيارين، خاصة في الليل وتحت ظروف جوية صعبة. سوابق مشابهة قيد الدراسة أكد مكتب التحقيق أنه تم تسجيل حوادث أخرى مشابهة في المطار نفسه، حيث التبس الأمر على طيارين آخرين بين المدرجين 04L و04R وكذلك 22R و22L. وأضاف أن التحقيقات لا تزال جارية لدراسة هذه الحالات وفهم تأثير اختلاف شدة الإضاءة على إدراك الطيارين لاتجاهات الهبوط. خلاصة * السبب المرجح للحادث: خطأ في تحديد المدرج من قبل قائد طائرة نوفلار. * فارق النجاة: 3 أمتار فقط. * عدد الركاب على الطائرتين: 358 شخصاً. * برج المراقبة نبّه الطيار خمس مرات حول المدرج الصحيح. * ظروف مناخية وإضاءة غير عادية ساهمت في الالتباس. * التحقيق ما يزال مفتوحاً، مع دراسة حوادث مشابهة سابقة. هذا التقرير الأولي يعزز الفرضية الأولى التي أشارت منذ البداية إلى خطأ بشري محتمل، ويؤكد أن كارثة جوية قد تم تفاديها في اللحظات الأخيرة فقط. تابعونا على ڤوڤل للأخبار