اعتبر الاستاذ الجامعي والمستشار في مجال الذكاء الاصطناعي، ملاذ مراكشي، أنّ الذكاء الاصطناعي رافد هام للتحول الرقمي ويعد ركيزة اضافية له باعتبار المعلومة وقائمة البيانات، التّي يقدمها. وأوضح أنّ هذا الذكاء متمم للروافد الاساسية للتحول الرقمي، والمتعلّقة بالجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والبشرية. وأضاف خلال حلقة نقاش بعنوان "الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي: بين النمو والتكيف والتغيير"، التي انتظمت في اطار النسخة الثانية من المنتدى المتوسطي للذكاء الإصطناعي (20 و21 نوفمبر2025)، لا يمكن الحديث عن ذكاء اصطناعي دون ان يكون للمؤسسة امكانية انتاج البيانات الخاصة بها والتحكم بها بالكيفية اللازمة، ففي غياب ذلك لا يمكنها الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي". واشار الى ان العديد من المؤسسات تواجه صعوبات في تحقيق التحول الرقمي، الذي يوفر فرصة للمؤسسة التونسية من اجل القيام باختصار المراحل خاصة مع ظهور المساعد المستند على الذكاء الاصطناعي. وفي ردّه على سؤال وات ، تعلّق بالجانب الانساني، شدد المراكشي على ضرورة التوجه نحو مراجعة كيفية العمل على مستوى المؤسسة من خلال الاعتماد على العمل الانساني، والذكاء الاصطناعي معا، ليكونا ثنائية تمكن المؤسسة من تطوير انتاجيتها ومردوديتها. وشدد على ضرورة ان يوجه الذكاء الاصطناعي نحو الانسان حتى يمكنه من تحسين فاعليته وانتاجيته. واعتبر أن ادماج الذكاء الاصطناعي في المؤسسة ليس هدفه تعويض الانسان بل مساعدته على تطوير مهاراته وامكانيته حتى يكون أكثر تنافسية ويساهم في تحسين مردودية المؤسسة، مؤكدا ان الذكاء الاصطناعي لا يعوض الانسان بل هو داعم له. وبيّن أنّ التحول الرقمي للمؤسسة يتم تناوله، في أغلب الحالات، من الجانب التكنولوجي البحت، مع اهمال جانب الموارد البشرية فالتحول الرقمي يجب ان يشمل المؤسسة ككل ضمن رؤية شاملة للموارد البشرية للمؤسسة محافظة على العمل البشري. من جهتها أكّدت الاخصائية في الذكاء الاصطناعي التوليدي والتجديد، نزهة بوجمعة، أنّ التحوّل الرقمي يطرح تحديا على المستوى العالمي وليس على مستوى تونس فحسب. وتتمثل اهم التحديات، وفق الخبيرة في عنصري الامكانيات والوعي، مشيرة الى أنّ المفارقة الكبرى في تونس تتمثل في ان اغلب المؤسسات هي مؤسسات صغرى ومتوسطة ومتناهية الصغر وبالتالي لا تمتلك امكانيات كبرى والكفاءات الضرورية التي تضطر للتوجه الى المؤسسات الكبرى. وابرزت ان التحول الرقمي يجب ان ينظر اليه كعامل ربح وهو ضرورة وليس خيارا لما له من انعكاسات واضحة اذ بامكانه توفير الاموال في كل المجالات شريطة حسن استغلال عامل الوقت الذي يشكل عنصرا اساسيا في هذا المسار. و يناقش المنتدى، المنعقد تحت إشراف وزراة تكنولوجيات الإتصال ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، بمشاركة رفيعة من شخصيات دولية وممثلين عن منظمات وشركات وهيئات حكومية، محور"ماهي الحلول التي يمكن أن يقدمها الذكاء الإصطناعي لمواجهة التحديات الكبرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط". تابعونا على ڤوڤل للأخبار