يبدو ان التصريح الأخير الذي أدلت به وزيرة الهجرة والإدماج الإسرائيلية "صوفيا لندبير" حول تشجيع حكومة تل أبيب "للتونسيين من أتباع الديانة اليهودية على الهجرة إلى إسرائيل واعتزامها منحهم مساعدات مالية وامتيازات بزعم أنهم يعانون أوضاعا اقتصادية سيئة في تونس قد أساء لجميع أفراد الشعب التونسي وخاصة منهم الجالية اليهودية حيث عبر رئيسها وحبر معبد الغريبة بجربة السيد "بيريز الطرابلسي" عن استياء جاليته من الحكومة الإسرائيلية مؤكدا أن اليهود التونسيين متمسكون بوطنهم وبمواطنتهم بما فيها من حقوق وواجبات لم يقتصر هذا الاستنكار على اليهود التونسيين فالدولة التونسية أخذت موقفا مشرفا من هذه التدخل السافر في شؤونها حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانا أدانت فيه تصريحات الوزيرة الإسرائيلية واعتبرته محاولة لتشويه الثورة التونسية ووصفها بالتطرف وذكرت الوزارة أيضا أن "أتباع الديانة اليهودية من المواطنين التونسيين شكلوا على امتداد التاريخ جزا لا يتجزأ من المجتمع التونسي في تعايش ووئام مع كافة مكوناته وفى كنف الاحترام التام لحقوقهم وحرياتهم كجماعة دينية مستقلة" ليس غريبا على الكيان الصهيوني تدخله في شئون الدول الأخرى فتاريخهم شاهد على مثل هذه التصرفات العدوانية فالإسرائيليون كثيرا ما يعمدون إلى خلق بلبلة في المجتمعات التي تضم مواطنين يهود في محاولة ماكرة لترحيلهم هذا ما حدث في أثيوبيا أثناء الحرب الأهلية وحربها ضد ارتريا ليتكرر الأمر في شرق أوروبا بعد الحروب التي شهدتها منطقة البلقان بعد سقوط الاتحاد السفياتي حيث هاجر العديد من يهود تلك المنطقة إلى إسرائيل هربا من الصراعات والنزاعات لكن الغريب أن يتدخل هذا الكيان المتغطرس في شؤون تونس الداخلية هذا البلد الأمن الذي لم يعرف حروبا داخلية وإنما أشعل ثورة ملهمة للعالم وللعرب ضد دكتاتور لطالما دعم استخباراتيا من قبل هذه الكيان حتى قبل سقوطه بلحظات إسرائيل تحاول الانتقام من هذا البلد وشعبه الذي أعاد الكرامة للشعوب العربية المظلومة التي أصبحت قادرة على اخذ زمام الأمور وفرض إرادتها وتطلعاتها نحو تحرير نفسها ثم تحرير الأراضي المسلوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لكن محاولات هذا الكيان قد خابت مرة أخري في تونس فالجالية اليهودية تصدت لمثل هذه الدعوات المسمومة إيمانا بمواطنتهم أولا ويقينا منهم أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها في تونس هي أفضل بكثير مما سيكون في إسرائيل التي تعيش أوضاعا اقتصادية هشة وتفككا اجتماعيا نابعا من العنصرية التي فرقت اليهود داخل هذا الكيان نفسه حسب أعراقهم وأصولهم تصريحات الوزيرة الإسرائيلية هي بمثابة دس السم في العسل فكيف "لثعلب أن يلبس ثياب واعظ"