عديدة هي المؤسسات والشركات والجمعيات والوجوه السياسية البارزة في إسرائيل التي تسعى منذ الساعات الأولى من فرار المخلوع إلى تهيئة الظروف لجلب وجذب يهود تونس في اتجاه فلسطينالمحتلة. إذ بعد تصريحات الوزيرة صوفيا لندبير إن كل يهودي تونسي يهاجر إلى إسرائيل بعد الثورة وسقوط نظام بن علي "سيحصل على تعويض قدره عشرات الآلاف من الشيكل بدعم من الوزارة والوكالة اليهودية ". ها هو نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم يوجه نداء لليهود الذين يعيشون في تونس إلى "المجيء للإقامة في إسرائيل" وذلك بمناسبة احتفال أقيم في القدسالمحتلة لإحياء اليهود التونسيين ضحايا المحرقة. وقال شالوم وهو من اصل تونسي :"ادعو اليهود الذين يعيشون في تونس للمجيء والإقامة في إسرائيل بأسرع وقت ممكن". ومن الجانب التونسي ندد حزب حركة النهضة الاسلامي في بيان له مفاده ان "ابناء الطائفة اليهودية يعتبرون مواطنين كاملي الحقوق والواجبات وان تونس اليوم وغدا دولة ديمقراطية تحترم وترعى أبناءها مهما كانت دياناتهم ". واعتبر الحزب ان التصريحات سيلفان شالوم صدرت في وقت "جد مشبوه". كما رفض رئيس الطائفة اليهودية في تونس رجل الأعمال روجيه بسموث تصريحات شالوم معتبرا إياها "مساعي لوضع العصي في مسار تونس بعد تخلصها من الدكتاتورية". وأوضح "لا دخل لأي أجنبي في الشؤون التونسية بما فيها الجالية اليهودية، المتواجدة منذ اكثر من ثلاثة آلاف سنة، والتي تحب بلادها وستبقى فيها". ويذكر ان رئيس الطائفة اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي قد استنكر دعوة وزيرة الهجرة الإسرائيلي لندبير للجالية اليهودية بمغادرة البلاد بعد الثورة وحثهم على العودة لإسرائيل مقابل حصولهم على تعويضات مالية ضخمة بالمستفزة والمغرضة . وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة أن مئات التونسيون يدرسون إمكانية الهجرة إلى إسرائيل أعقاب الثورة، كما أن الوكالة اليهودية تتابع بتأهب الوضع في تونس بشكل عام ،إذ بالرغم من عدم وجود علاقات ديبلوماسية بين تونس واسرائيل فان اليهود تونس يتمتعون بمعاملة حسنة من قبل السلطات التونسية.
