أثارت تصريحات الشقيقين إيمان وغفران الحسايني، المنشطين المقالين من إذاعة الزيتونة للقرأن الكريم، الحدث الإعلامي خلال الأسبوع الماضي خاصة أنها تضمنت إتهامات خطيرة للشيخ مشفر المتصرف الوقتي في الإذاعة بأنه ينتهج سياسة مضادة للثورة ويحافظ على علاقات جد وثيقة بصهر الرئيس المخلوع، صخر الماطري مع استقباله لعلماء دين شيعة واستفراده بالرأي ورفضه تغيير خط تحرير الإذاعة ليواكب إيقاع الثورة. بعض الأطراف ذهبت في تحليلها لهذه التصريحات إلى اعتبار أن ما حدث مؤخرا هو الجزء المعلن من حرب خفية تدور رحاها بين الدكتور كمال عمران والشيخ محمد مشفر، كان وقودها بالنهاية سمعة هذه الإذاعة . جريدة المصور طرحت هذه الأسئلة على الشيخ مشفر والدكتور كمال عمران, فكانت الاجابة كالتالي. الشيخ مشفر: كل مات قيل تضليل للرأي العام ولا علاقة لي بالماطري والشيعة الشيخ محمد مشفر رد على الاتهامات الموجهة إليه بالتأكيد على أن قرار الاستغناء عن المنشطين جاء بطلب من زملائهم ل سلوكهم المنفلت » إضافة إلى مكالمات المستمعين التي استنكرت كم الأخطاء المرتكبة من المنشطين في برامجهما . ناهيك عن عدم انضباطهما المهني وعدم إلتزامهما بالتوقيت الإداري. وفي رده على مسألة ضعف الأجور، قال الشيخ مشفر إن أغلبية إطارات الإذاعة والعملة كانوا يشتغلون بدون عقود في عهد إدارة السيد كمال عمران ومنذ تعيينه كمتصرف وقتي قام بتسوية عقود المنشطين والعملة بمن فيهم غفران وشقيقته ، من خلال عقود تربص للإعداد للحياة المهنية (SIVP). غير أن المنشطين المذكورين طالبا بالترسيم وهوأمر غير منطقي في ظل الظروف المادية الصعبة التي تعرفها الإذاعة وهي التي سجلت خساثر مادية تقدر ب 500 ألف دينار السنة الماضية، كما أن أسباب استقالة مديرة البرمجة السابقة، مردودة عليها ، حسب رأيه ، لأنها قدمت استقالتها بمحض إرادتها إثر خروج السيد كمال عمران، و هو بالمناسبة خالها. من جهة أخرى، قال الشيخ مشفر انه استعطف السيد كمال عمران يوم 14 جانفي ليعود إلى الإشراف على الاذاعة وليطمثن المستمعين إلا أن هذا الأخير رفض ذلك متعللا بالمرض، في حين أنه كان خائفا من ردة فعل الشارع . كما كرر له الدعوة أكثر من مرة دون جدوى وهو ما افرز بالضرورة تعيينه وقتيا على رأس الإذاعة بموافقة جميع المنشطين والعملة تجنبا للفراغ الإداري. إلا أنه فوجئ فيما بعد بزيارة الدكتور عمران لمقر الإذاعة طالبا العودة إلى سالف نشاطه ومؤكدا، حسب الشيخ مشفر، أنه يحمل تفويضا شفاهيا من كاتب الدولة للشؤون الدينية الأمر الذي رفضه الشيخ الذي طالب بتفويض كتابي. وهو ما يفسر هذ الحملة المسعورة على الإذاعة، حسب قوله . الشيخ مشفر: اذاعة الزيتونة لم تخدم الرئيس المخلوع أما في ما يخص زيارة الوفد.الشيعي، أفاد الشيخ مشفر أن القائم بأعمال السفارة الإيرانية أخبرهم أن وفدا علميا يتقدمهم عالم دين سني حنفي و مستشار للرئيس الإيراني يرغب في زيارة إذاعة الزيتونة للإطلاع على الإذاعة في جولة تشمل عديد المواقع الدينية التونسية. و بالتالي لا مساس لما روج من وجود انفتاح على الفكر الشيعي أو لتفاهمات مع جمهورية إيران الإسلامية . كما نفى الشيخ مشفر أي صلة بصخر الماطري أو بأي طرف من أطراف النظام المخلوع مؤكدا أن كل ما قيل محض تضليل للرأي العام. الدكتور كمال عمران حسبي الله ونعم الوكيل, ولعبة مشفر كانت مكشوفة الدكتور كمال عمران فوجئ بتصريحات الشيخ مشفر التي نقلتهاالجريدة له قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل . كل ما قاله الشيخ مشفر عار من الصحة. أنا تركت له الإذاعة فماذا الذي يريده أكثر من ذلك ؟ . الدكتور نفى أن يكون وراء تصريحات المنشطين المقالين بل أكد انه حاول تهدئتهما رغم يقينه أنه استغناء متعمد و باطل على خدمات أفضل عنصرين في إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وأن عيب المنشطين الوحيد هو ثوريتهما ورغبتهما في العمل بحرفية. الدكتورأضاف قائلا:ء ما قاله حول تهربي من اضطلاعي بالمسؤولية غير صحيح . حيث قمت بالاتصال به يومي 14 و15 جانفي وقلت له إني سأذهب للإذاعة وما راعني إلا وهو يطلب مني التريث حتى تهدأ الأمور. ثم تنقلت للإذاعة مرة أحرى بعد محادثة مع السيد عبد الحكيم بوراوي كاتب الدولة بوزارة الشؤون الدينية، إلا أن الشيخ مشفر طلب مني تفويضا كتابيا للعودة إلى نشاطي صلب الإذاعة. ترى هل يعقل أن اطلب من كاتب دولة أن يعطيني تفويضا كتابيا بهذا؟ اللعبة كانت مكشوفة وأنا تركت له الإذاعة رغم علمي أنه لا علاقة له بميدان الاعلام من قريب أو بعيد تجنبا للمشاكل. من جهة أخرى، اسر الدكتور كمال عمران، أنه في ما يتعلق بالأجور والعقود، كانت كل الأمور من مشمولات الشيخ مشفر المدير المساعد وقتها، والمسؤول الإداري والمالي. وهو المسؤول الوحيد عن ضعف الأجور وغياب العقود. الدكتور ختم تصريحه قائلا: أتحدى الشيخ مشفر أن يثبت أني تقاضيت أجرا خلال إشرافي على إذاعة الزيتونة وأنه كانت لي صلة بصخر الماطري الذي لم أطأ منزله يوما عكس الشيخ مشفر رفيقه في الرحلات الخارجية والمستفيد الأبرز من الامتيازات المالية و أمين ماله في إذاعة الزيتونة. الموضوع هو أن الشيخ مشفر أراد تأليب الفريق العامل بإثارة موضوع الأجور الآن لذا أسأله أين كان طيلة السنوات الماضية.