يبدو ان رئيس جمعية حمام الانف وعضو قائمة 'المبادرة' عن دائرة بن عروس السيد منجي بحر اصبح قائدا جديدا لثورة تونس كيف لا والرجل سبق له ان تحدث على قناة نسمة الفضائية وفي برنامج "لاباس" على قناة التونسية انه عانى طويلا من نظام المخلوع ومن اصهاره وخسر كثيرا من ممتلاكاته وامواله بسبب اطماع بن علي. حقيقة لا يسعني الا ان اقول بان الثورة التونسية التي بذل فيها الشعب البسيط الدماء غزيرة اصبحت ملعبا للثوريين الجدد واولهم مناضلنا الفذ المنجي بحر الذي خسر نصف ثروته بسبب نضاله ولاهتمامه بهذا الشعب. نعم انها سخرية القدر التي قلبت الموازين والولاءات واصبح رئيس جمعية كروية مزكى من النظام مناضلا تعرض للقمع والاضطهاد فان كان الامر كما يتصور المنجي بحر فماذا نسمي شهداء ثورة الحرية والكرامة وماذا نصف المناضلين الذين سجنوا لعقود وعذبوا حتى الموت. فعلا يجب علينا ان نعيد تعريف مصطلح النضال فقد اصبح على كل لسان وفي كل حديث بين الفرقاء السياسيين بل اصبح وسيلة للمزايدات والمهاترات السياسية وكما قال الإعلامي برهان بسيس في برنامج الصراحة راحة "لقد اصبح الجميبع ثوريين ومناضلين حتى أولائك الذين افتكت منهم رخصة السياقة بسبب تجاوزهم قانون الطرقات". ولكن لماذا نلوم فقط المنجي بحر على تصريحاته, هنالك من هو متورط حتى النخاع في موالاة النظام السابق والتغني بزعيمه المخلوع في المهرجانات وهو الان ينظر للثورة وينصح السياسيين والمناضلين الحقيقيين ما يفعلون وما لا يفعلون. شكري الواعر والمنصف المرزوقي مناضل في مواجهة لاعب كرة قدم المنجي بحر له الحق في العمل السياسي والحزبي وهي من الحقوق التي وهبته له ولغيره الثورة والثوريين الحقيقيين الذي واجهوا الرصاص بصدورهم العارية ولكن ليس من حقه اخلاقيا ان يدعي الثورية والنضالية ليبرر دخوله علم السياسة لان ذلك فيه مغالطة للشعب الذي يعرف من ناضل ومن بقي يتفرج لحماية مصالحه مهما كان نوعها. اذا فلنتجاوز هذا الخطاب الذي اصبح مملا ولنخاطب الشعب بما يفهم فالنضال الحقيقي يبدا بعد انتخابات 23 اكتوبر عندما يشمر الجميع على اذرعهم لخدمة هذا الشعب وايصال هذه البلاد الى بر الامان فتونس امانة في رقبة من سيحكمها.