مظاهرات عارمة عمت يوم الجمعة مختلف ولايات الجمهورية التونسية بعد صلاة الجمعة تنديدا بعرض قناة نسمة فلم "برسيبوليس" فكل من العاصمة والمنستير وسوسة وبنزرت وقفصة ومدنين وغيرها من الولايات شهدت آلاف المحتجين والمطالبين بإغلاق قناة نسمة الفضائية رغم اعتذار مديرها العام السيد نبيل القروي. لقد اتضح من خلال هذه المظاهرات الحاشدة التي جمعت كل فئات الشعب التونسي وليست حكرا على السلفيين او المتطرفين كما كان يشاع من خلال بعض وسائل الإعلام المحسوبين على التيار العلماني . ورغم وجود بعض حالات من العنف في بعض مناطق من العاصمة إلا ان اغلب الاحتجاجات والمظاهرات كانت سلمية وحضارية أثبتت بما لا يدع للشك ان الشعب التونسي مازال شعبا محافظا يغار على دينه ولا يقبل المساس بمقدساته لكن هذه المظاهرات أثبتت كذلك ان قناة نسمة قد ساهمت دون ان تعي في إيقاظ الحمية الدينية لدى الشباب التونسي. مظاهرات يوم الجمعة اعتبرها البعض صفعة للجمعيات التغريبية التي أرادت استهداف الدين الإسلامي بتمويل وتحريض من الغرب خاصة من وزارة الخارجية الفرنسية التي اتضح أنها كانت وراء دعم فلم برسيبوليس ماديا وحتى معنويا بعد إدانة باريس ماعتبرته محاولة "متطرفين" استهداف حرية التعبير في تونس. احتجاجات يوم الجمعة ستدفع بمن يريد استهداف مقدسات التونسيين الى إعادة التفكير في مخططاتهم ووضع ألف حساب لغضب الشارع التونسي الذي لن يقبل مجددا مثل هذه الاستفزازات خاصة وان هنالك قرائن تقول أن جمعية"صوت وصورة المرأة" الممولة من الغرب والتي اتهمت أنها كانت وراء ترجمة الفلم بالعامية مازالت تصر على عرض شرائط وثائقية مهينة للدين الإسلامي وللرسول الكريم بدعوة حرية التعبير وأنها تضغط على وزارة التربية لكي تعرض هذه الأفلام والشرائط المهينة للتلاميذ وللناشئة. يوم الجمعة اتضح للغرب ومن وكلهم ان للشعب التونسي مقدسات لا احد يستطيع الاقتراب منها لتسقط بذلك مقولة العلمانية هي الحل للبلاد التونسية فتونس دولة مدنية مسلمة عربية ديمقراطية حرة تحترم شعبها ولا تقبل أبدا اهانة مقدساته بتعلة حرية التعبير او حرية الرأي المزعومة. حرية التعبير في تونس يجب ان لا تكون سهاما لضرب المقدسات ويجب إخضاع هذه الحرية للقانون وللضوابط التي تحمي الدين الإسلامي وينتظر التفعيل وتجريم المعتدين فتحية لشعب تونس المسلم الأبي الذي رفع رؤوس المسلمين عاليا.