وأنا استمع إلى الأخبار التي بدأت تظهر شيئا فشيئا وتؤكد تفوقا واضحا لحزب حركة النهضة في اغلب الدوائر الانتخابية وخاصة في دوائر الخارج بدأت استرجع وأعود بالذاكرة إلى التصريحات المثير للجدل التي أطلقها وزير الداخلية السابق الأستاذ "فرحات الراجحي" حينما أكد ان الجيش الوطني يحضر إلى انقلاب عسكري في حال صعود الإسلاميين الى الحكم في تونس بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي انتظره الجميع. ويبدو ان الراجحي قد أخطا خطا فادحا وسبب فوضي أمنية كبيرة بلا أي مبرر وحالة إرباك سياسي واسعة دون اي دليل فها نحن اليوم نعيش عرسا وطنيا وانتخابيا شفافا يشهد به العالم الغربي قبل العربي والجيش هو أول المساهمين في هذا العرس الديمقراطي فحماة الوطن سخروا كل مجهوداتهم اللوجستية والمادية والبشرية لتحقيق هذا الحلم وشاهدنا الجنود يحرسون مكاتب الاقتراع ويوصلون الصناديق الانتخابية بكل أمانة. نعم الجيش التونسي ليس انقلابيا فهو بعيد تماما عن التجاذبات السياسية بعد السماء عن الأرض وهو جيش الشعب والمواطن اكان نهضويا او تقدميا او شيوعيا لا فرق فالجيش يتعامل مع التونسي كمواطن له واجبات وحقوق حسب القانون. الجيش التونسي يا أستاذ فرحات ليس الجيش الجزائري الذي انقلب على الديمقراطية الناشئة في الجزائر بل هو جيش يحترم مهامه ووظائفه وهو مستقل وبعيد عن التحزب منذ الاستقلال الى الآن فجيشنا الذي حمانا أيام الثورة وأيام جرائم الدكتاتور واصل معجزاته وواجباته وحمى أصواتنا من التزوير فكيف يكون أذن الانقلاب. معلومات الراجحي لم تكن سوى زوبعة في فنجان ومحاولة غير مسؤولة لضرب استقلالية الجيش الذي اثبت رغم كل التشكيكات انه جيش الوطن كل الوطن وليس فئة معينة منه. وسيبقى الجيش التونسي على استقلاله بعد الانتخابات وسيواصل مهامه المتمثلة في حماية البلاد من الأخطار الخارجية والداخلية المفترضة وما عدى ذلك فان الجيش الوطني لن يتدخل في الأمور الاجتماعية والسياسية ولن يخطط الى انقلاب شيطاني لا كما قال السيد فرحات الراجحي ونظن جميعا اليوم انه قد أخطا وكان هذا الخطأ سيؤدي بنا إلى كارثة حقيقية لولا لطف الله. محمد خليل قموار الجيش الوطني والأمن الداخلي يوم الانتخاب