مازالت جامعة منوبة تعيش على واقع الصراع بين سلفيين يرفضون قرار منع طالبات منقبات من الدخول للجامعة وبين إدارة الكلية وعميدها السيد الحبيب قزدغلي والاتحاد العام لطلبة تونس والإطار التربوي عامة . هذه الحادثة هي جد خطيرة وتؤشر الى تنامي بعض الظواهر الإسلامية المتطرفة داخل الجامعات وهو ما لا يقبله المتدينون وغير المتدينين على حد سواء فهل يعقل ان يتم احتجاز عميد كلية داخل مكتبه لأي سبب كان هذا لم يحصل في تاريخ تونس. في الحقيقة مثل هذه الظواهر التي تتكرر فبعد حادثة كلية الآداب بسوسة هاهي كلية الآداب بمنوية تعيش على نفس الحدث ملتحون يقتحمون الكليات ويعتصمون ويمنعون الطلاب من انجاز امتحاناتهم بسبب رفض النقاب داخل الحرم الجامعي. هذه المواضيع يجب ان تحل في إطار من النقاش والتعبير الحر عن الرأي وليس بالعنف والاحتجاز وانتهاك حرمات الجامعات وهو أمر قام به نظام المخلوع ولا يجب ان يسمح به الطلاب مرة أخرى لقد تخلصنا من البوليس الأمني فكيف يتم القبول بالشرطة الدينية بملابس مدنية. كثير من الشيوخ السلفيين في تونس رفضوا تصرفات المعتدين وتهجماتهم على المؤسسة التعليمية وطالبوا الشباب السلفي بفك الاعتصام على غرار الشيخ البشير بن حسن الذي وصف السلفيين الذين اقتحموا الكلية بأنهم يهددون الأمن العام ويفرضون أرائهم بالقوة وهو مرفوض في الدين الإسلامي. السلفيون طالبوا بمنحهم قاعة صلاة والسماح للمنقبات بالدخول لكن سرعان ما رفعوا من سقف مطالبهم إلى تحريم الاختلاط بين الطلبة وهنا يكمن بداية الخطر. على الجميع ان يتحمل مسؤوليته وان يتم معالجة مثل هذه الظواهر ليس بالعنف وإنما بالحوار ولنستلهم من التجربة البريطانية نموذجا للتسامح بين كل المعتقدات والأفكار من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كلنا تونسيون وكلنا ضد العنف والترهيب لسبب ديني او سياسي وأقول للسلفيين ان ما تقومون به هو إضرار بصورة الإسلام ليس فقط في الخارج وإنما بين أهله ومتبعيه سياسيا أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب التكتل من اجل العمل والحريات تعليق نشاط اللجان وعقد جلسة للحديث عن موضوع اقتحام جامعة منوبة نحن نطالب فعلا أن يتم الحديث عن هذه المواضيع بكل حرية وبكل شفافية وان لا يتم إقصاء أي طرف كما نرجو ان لا يتم تضخيم الحادثة واستغلالها سياسيا لان الظاهرة تمس كل التونسيين والشباب السلفي يبقى شبابا تونسيا هم أبناؤنا ويجب إحاطتهم وتوعيتهم و لنبتعد عن سياسة الإقصاء التي اتبعها نظام المخلوع. أخيرا نتمنى أن يلزم الجميع الهدوء واعتماد النقاش البناء والتوعية الدينية الصحيحة وهنا يأتي دور الأئمة الثقات الذين تجاهلهم نظام بن علي وأصبحت لهم اليوم مهمة تاريخية في محاربة التطرف وإعادة الاستقرار.