يستعد كل التونسيين لإحياء الذكرى الأولى لاندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية التي انطلقت من سيدي بوزيد،في احتفاليات عديدة ومختلفة لعل من أبرزها المهرجان الدولي الذي تنظمه الولاية أيام 17 و18 و19 ديسمبر الجاري و الذي دعت له اللجنة المنظمة عددا من الشخصيات التونسية والعالمية المعروفة بنضالاتها ضد الظلم والقهر وتتوزع أنشطة المهرجان إلى ثقافية وسياسية وترفيهية على امتداد الأيام المذكورة ومسابقات و مسامرات وينتظر أن يكون السيد المنصف المرزوقي من أول الحاضرين في المهرجان يوم 17 ديسمبر إلى جانب عدد هام من ممثلي الأحزاب ونواب المجلس الوطني التأسيسي و المواطنين أيضا كما تستعد سيدي بوزيد لاحتضان كل المحتفين بها وبأبنائها الذين غيروا "بشرارتهم تلك"وجه العالم وصححوا مسار وخاصة منه العالم العربي حيث التهب فتيل الثورات العربية من تونس متجها نحو مصر ثم ليبيا ويتواصل الصراع في لبنان واليمن و غيرها من المناطق العربية التي توجد حاليا على صفيح ساخن و توشك بالانفجار. لكن السؤال الذي يطرح بعد سنة من اندلاع الثورة التونسية و بعد إحدى عشر شهرا من تقويض النظام البائد في تونس هو التالي: هل تغيرت سيدي بوزيد و هي التي غيرت العالم؟ الإجابة بسيطة و لا تتطلب الكثير من العناء و البحث و التثبت،لأن الحال لا يزال على ما هو عليه قبل الثورة و خلالها و بعدها،فالعاطلون عن العمل لا زالوا ينتظرون فرصة فتح أبواب التشغيل أمامهم و المقاهي لا تزال تعج بهم، و أصحاب المشاريع من جهة أخرى ينتظرون المزيد من الاستقرار ومن استتباب الأمن للإقدام على تركيز مشاريعهم، والمواطنون ينامون و يصحون يوميا على أمل أن تتحسن ظروف حياتهم اليومية ،حرمان متواصل من مرافق الحياة الأساسية في شتى المجالات و تهميش و انسداد أفق وحركية محدودة جدا اقتصادية ،ونسيج صناعي غير موجود تقريبا و ما وجد منه غير قادر على استيعاب كل طالبي الشغل بالمنطقة،إلى جانب محدودية التجهيزات وانعدامها أحيانا وعدم توفر البنية التحتية الملائمة و ذلك رغم توفر المساحات الفلاحية الشاسعة بالمنطقة احتلال المنطقة للمرتبة الأولى في مجال إنتاج الحليب. حال سيدي بوزيد لم يتغير بعد الثورة و الوضع المتفجر يتواصل رغم جهود المواطنين هناك ،و رغم حرصهم على استتباب الأمن لولا بعض نزعات العروشية ورغم ما أبدوه من صبر وقوة تحمل طوال سنوات الجمر التي مرت و التهميش الذي عانوا منه أجيالا متعاقبة. سيدي بوزيد هي ذاتها لم تتغير أحوال أهلها يمني أبناؤها أنفسهم بالغد الأفضل الذي سقوا من أجله أرض تونس بدمائهم ،ينتظرون على أرصفة المقاهي و في البيوت و الشوارع وعودا كثيرة من وجوه ملأت الشاشات و الساحات و سلبت العقول طيلة الأشهر الماضية تأخرت و عساها تتحقق و تضع حدا لسنوات البؤس و الإحساس بالظلم و القهر و الفقر لتكون بداية التأسيس للجمهورية الثانية من سيدي بوزيد. فهل ستتغير سيدي بوزيد قريبا مثلما غيرت العالم؟؟؟ وحدهم رجال السياسة قادرون على الإجابة