وكالات - توقع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي فشل خطة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان ، ورأى أن الحل يكمن في السيناريو اليمني. وتحدث المرزوقي في حوار مع صحيفة "الحياة " اللندنية نشرته اليوم الثلاثاء عن سيناريو كارثي قد يحدث في سوريا بمواصلة عنف النظام ضد الشعب ، وأشار إلى أن الحل في رأيه يكمن في السيناريو اليمني. وقال :"لا بد أن يفهم الروس والصينيون والإيرانيون أن هذا الرجل (بشار الأسد) انتهى ولا مجال للدفاع عنه ، وعليهم أن يقنعوه بالتخلي عن السلطة وتسليمها إلى نائبه ، وهذا النائب يستطيع أن يطمئن الأقليات التي ربما تخشى على نفسها. هذا النائب يجب أن يدخل في حوار مع المعارضة لتبدأ مرحلة انتقالية بهدف حفظ الأمن والاستقرار وطمأنة الأقليات". وأضاف :"لا بد من أن تكون هناك قوات حفظ أمن وسلام ، وإذا كانت عربية فإن ذلك لا يشكل أي مس بالسيادة الوطنية السورية ، لأننا عرب ، وسوريا بلد عروبي منذ قديم الزمان. بعد ذلك تجرى - بعد الفترة الانتقالية - انتخابات حرة ونزيهة ، وآنذاك تجد سورية طريقها نحو الاستقرار وعودة الأمل. هذا هو السيناريو الذي تقترحه تونس ، ونأمل بأن يساهم كل العقلاء في تحقيق هذا السيناريو". وتوقع فشل خطة عنان ، موضحا :"عدد المراقبين (الذين قرر مجلس الأمن إرسالهم) ضئيل جداً. 300 شخص لا يستطيعون عمل شيء. في كوسوفو كان هناك ألفا مراقب". وقال: "أنت (بشار الأسد) سترحل بطريقة أو أخرى. سترحل ميتاً أو سترحل حياً ، فمن الأحسن لك ولعائلتك أن ترحل حياً ، لأنك إذا قررت أن ترحل ميتاً فمعنى هذا أنك ستتسبب في موت عشرات الآلاف من الأبرياء. يكفي ما أرقت من دم! ". أولويات تونس وفي شأن أولويات تونس حالياً بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال: «لدينا ثلاث أولويات: التشغيل، التشغيل، التشغيل (أي إيجاد فرص عمل للتونسيين). لدينا ما يقارب 800 ألف عاطل عن العمل، وهو رقم كبير جداً، ونحن نصارع الزمن حتى نستطيع أن نترجم الاستثمارات التي بدأت تصلنا إلى «مواطن شغل» (وظائف)، وهذا يتطلب عاماً أو عامين من الصعوبات والمشاكل حتى تعود العجلة الاقتصادية إلى الدوران. ولكن إن شاء الله سنخرج من عنق الزجاجة وستكون تونس دولة ديموقراطية مستقلة مستقرة ومزدهرة». وسئل عما يتردد عن وجود خلافات بين أحزاب الائتلاف الحاكم، أجاب: «الخلافات طبيعية داخل الأحزاب نفسها. اليوم هناك تجاذبات داخل الأحزاب وبين الأحزاب وبين كل المؤسسات، لأن تونس في حال مخاض بعد زلزال الثورة. ولكن أريد أن أطمئنك أنه في ما يتعلق بالرؤساء الثلاثة، وهم رؤساء المجلس التأسيسي (البرلمان، مصطفى بن جعفر) ورئيس الجمهورية (المرزوقي) ورئيس الحكومة (حمادي الجبالي)، فنحن نلتقي مرة في الأسبوع ونجلس معاً ونتباحث في كل الأمور السياسية. وكل القرارات نتخذها مع بعضنا بعضاً. هناك توافق كبير جداً (بيننا) وليس له نظير في العالم العربي». وعن الدستور الجديد لتونس، قال «نحن اتفقنا على أصعب شيء في الدستور، وهو البند الأول، أي تعريف الهوية. وحزب النهضة (الإسلامي بقيادة الشيخ راشد الغنوشي) أظهر نضجاً كبيراً، بعدم إصراره على وضع الشريعة في الدستور. وعلى رغم أنه يستطيع ذلك عددياً (بعدد أعضائه في البرلمان)، وافق على أن يكون هناك توافق (بين أحزاب الائتلاف الحاكم) حتى لا يحدث شرخ في المجتمع، وحتى لا ينكسر التحالف الثلاثي. وهو (حزب النهضة) قبل أن يكون الدستور وضعياً، وأن لا تُذكر الشريعة، مع العلم أن الدستور (الحالي) يقول في بنده الأول إن الاسلام هو دين الدولة، ويفترض أن تحترم كل القوانين دين الدولة ودين المجتمع». وأضاف: «هناك وفاق كبير (بين التحالف الحزبي الحاكم) في ما يتعلق بالحريات والحقوق. وما زال هناك نقاش حول طبيعة النظام السياسي، هل يكون برلمانياً أو رئاسياً، وهناك توجه نحو نظام مزدوج، نصفه رئاسي ونصفه برلماني. وفي الحقيقة أن الدستور سيكون توافقياً إلى أبعد حد، وسيكون من أحدث دساتير العالم، ويبقى في ما بعد أن نطبقه، وهذه مسألة أخرى».