أكد رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي أن دولة قطر وكما كانت شريكاً أساسياً في ثورات الربيع العربي، فهي أيضاً شريك في مرحلة التنمية والبناء في هذه الدول، بما تطرحه من مشروعات تنموية تساعد على دفع اقتصاد الثورات لمزيد من النهوض. ووصف الغنوشي في حوار ل «العرب» القطرية أن قناة الجزيرة بما مارسته من تغطية حيادية أدخلت الدول العربية في خضم العالم الحديث بطرح كافة الآراء، ونجحت في نزع الحصانة عن الحاكم العربي الذي ظل طوال عقود فوق النقد، فاستطاعت أن تستبيح ما اعتقد الكثير أنه حرمة الحاكم العربي وأعطت الفرصة لخصومه بأن يعارضوه، كما أعطته الفرصة أيضاً في حال أراد الرد. وأضاف: «اعتقدت طوال الفترة الماضية أن صراع الجزيرة مع الحكام العرب سينتهي بسقوط أحدهما، فحالف النصر قناة الجزيرة، ونصرُها لا يعني سوى انتصار للإعلام الحر على ما يسمى «القطب الأسود»، فقد جابت الديمقراطية مشارق الأرض ومغاربها إلا المنطقة العربية التي ظل حكامها ينعمون بالتعتيم التام حتى انتصرت هذه القناة المحايدة واستطاعت كشف سترهم، مما جعلها شريكة في الثورات العربية». تعافي الاقتصاد وأشار إلى أن الأوضاع في تونس تسير إلى ما كانت تنشده ثورة الياسمين، فرغم تدني الحالة الاقتصادية بشكل محدود -وهو مسار الشكوى بين الكثير من التونسيين- فإن الهدف الأول وهو الحرية والعدالة قد تحقق، فالشعب التونسي بات يتمتع بقدر كبير من الحرية التي ما عهدها على مدار تاريخه، فلا توجد صحف مقموعة أو أحزاب ممنوعة، ولا يوجد بالسجون من يحاكم من أجل آرائه المخالفة للنظام كما عهدنا خلال حكم بن علي. وأوضح أن النظام السابق في تونس زعم على مدار حكمه أن نسبة التنمية تصل إلى %5، إلا أن نصف ثروة تونس كانت موزعة على 114 شخصا، وهو ما زاد من معاناة الشعب طوال عقود، وقد تمت مصادرة هذه الأموال وهي الآن معروضة للبيع وسيتم استثمارها في التنمية. وبين الغنوشي أن المعاناة التونسية الحالية هي طبيعية، خاصةً في دولة خرجت من ثورة منذ فترة وجيزة، فهي أشبه بمرحلة المخاض التي سينتج عنها تونسالجديدة التي خرج من أجلها ملايين المواطنين. وأكد أن معدل النقص في السياحة التونسية والذي وصل إلى %70 خلال العام الأول للثورة، تضاءل هذا العام ليصل إلى %10 فقط، ما يعني أن نسبة النمو في السياحة التونسية بلغت %60 من المعدل الذي كان عليه قبل الثورة، وهي نسبة مبشرة ومطمئنة بشكل كبير. وبين الغنوشي أن معدل التنمية في تونس ما بعد الثورة بلغ %3، وقد زاد عدد السياح في العام الثاني للثورة التونسية فوصل إلى تونس إلى 5 ملايين، وهو وضع متميز خاصةً أن الدولة تعتمد بشكل كبير على السياحة. وقال رئيس حزب حركة النهضة: «لا نتدخل في السياحة، ولكننا نرى أنها لا تقتصر على القمار والعراء، فهناك السياحة الثقافية، والمؤتمرات والآثار والبيئية والصحراوية، وكذلك سياحة الاستشفاء والتي تستقطب أكثر من 200 ألف ليبي وجزائري ومن دول أوروبا أيضاً سنوياً».