قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد ندوة تحت عنوان ''الاسلاميون و خيارات الحكم'' ان الجيش الوطني مناصر للثورة وللحرية ونقول لبعض الأطراف التي تعتقد انها ستجر الجيش نحو الانقلاب على الشرعية "بان المؤسسة العسكرية مستقلة وقوية" وتابع الغنوشي "بعض المتهورين يعملون على ارهاق الجيش الوطني وهذا يؤشر لعدم وطنيتهم" و أكّد الغنوشي أن الجيش التونسي وطني و لا يطمح إلى الوصول للسلطة و ليس متعطّشا لها و قال " لو كان الجيش متهافت على السلطة لأخذها منذ البداية " . أهم ماجاء في كلمة الغنوشي قال الغنوشي أن من تسلم الحكم اليوم تسلم ارث الثورة و هم مؤتمنون عليها و على نضالات الشعب التونسي . ثم اجاب عن سؤال الندوة فقال ان لا خيار للاسلاميين الا الخيار الديمقراطي و انتاج نظام تعددي يكفل التداول السلمي على السلطة و تحقيق قيم العدل و الحرية و المساواة . كما ثمن الغنوشي التطور الايجابي الذي شهدته النخبة التونسية حيث لم يعد في تونس من ينكر الاسلام كما كان في الستينات فالجميع متفقون على ان الاسلام هو دين الدولة و هذا تطور مهم على حد قوله . و اعتبر الغنوشي ان اهم تحدي امام تونس بعد الثورة هو تنظيم الحرية و جعل الحرية مسؤولة لان البديل عن ذلك هو الفوضى و الخراب . و قال ان من الاخطار التي تهدد الحرية هو عودة النظام البائد كما ان بعض القوى الخاسرة في الانتخابات تسعى للتشجيع على الاعتصامات و الاضرابات و هذا يؤدي بالضرورة للفوضى و الانفلات . و قال انه و حركته ضد الاستقطاب الايديولوجي من اجل ذلك سعت حركة النهضة للتحالف مع احزاب اخرى على مبدأ مناصرة الثورة و تحقيق اهدافها . كما نصح الغنوشي اخوانه في مصر الكنانة ان يبتعدوا على الاصطفاف الايديولوجي وان يختاروا بديلا عنه الاصطفاف الثوري بين قوى الثورة و قوى الثورة المضادة . و انه لا يمكن لطرف واحد ان يحكم بمفرده خلال الفترة الانتقالية . و بخصوص المسألة الثقافية اكد زعيم حركة النهضة على ضرورة الحذر من ان تلهينا السياسة عن الثقافة لما تكتسيه هذه الاخيرة من اهمية بالغة في الرقي بالبلدان و تحقيق التقدم الحضاري . و في ما يتعلق بالمصاعب التي تهدد الثورة التونسية خاصة و الثورات العربية عامة قال الغنوشي بان السفينة قد انطلقت نحو بر الامان و بإذن الله ستصل سالمة غانمة و لن يضرها كيد الكائدين . و ردا عن شبهة امركة الثورة قال الغنوشي ان الثورة هي منة ربانية و هي نتيجة نضالات شعبية لا يجب ان نحتقر انفسنا و ان ننسبها لغيرنا و كلنا يعلم ان بن علي و مبارك هم صنيعة غربية و لو استطاع الغرب ان يحميهما من السقوط لفعل حفاظا على مصالحه ولكن تيار الثورة كان اقوى , كما ان الغرب لم يعد قويا كما كان