بقلم الأستاذ بولبابة سالم عرفت المناضل زهير مخلوف قبل خمس سنوات عندما كان يقارع أجهزة بن علي الشرسة , كان في تلك اللحظة متورّم العينين مع آثار كدمات على وجهه و جسده بعد التعنيف الوحشي الذي تعرّض له من طرف البوليس السياسي بعد أن فضح الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان لدى الرأي العام الوطني و الدولي . ما سمعته منه لدى استضافته في قناة التونسية يدمي القلوب و يجعلنا نلعن السياسة و بعض السياسيين بسبب نفاقهم و تجارتهم بحقوق الإنسان و المضطهدين ثم يطلعون اليوم في المنابر الإعلامية ليحدثونا عن بطولات وهمية في الوقت الذي كان يتعرّض فيه المناضلون الحقيقيون إلى شتى أنواع القهر الجسدي و النفسي . التجاوزات و التدخلات التي تحدث عنها زهير مخلوف من مستشارين برئاسة الجمهورية و وزارة العدل في قضيتي الشهيدين رشيد الشماخي و فيصل بركات اللذين استشهدا تحت التعذيب الوحشي لطمس الحقيقة و محاولات الضغط على الأطباء و القضاء لسحب القضيتين , و حديثة عن مستشار بالرئاسة كان يشتغل بالحقل الحقوقي بالمهجر بين فرنسا و بريطانيا و غيرهم ممن قبضوا عشرات الملايين من المنظمات الدولية للدفاع عن المضطهدين في السجون التونسية فإذا بهم يلقوها في جيوبهم ليكتفوا ببعض البيانات اليتيمة . ما ذكره مخلوف كان صادما لنخبة اعتقدنا أنها تدافع عن حقوق الإنسان في المهجر فإذا بها تتمعّش من الأجساد الجريحة و سياط التعذيب لتتورّم أجساد المقهورين و تنتفخ الحسابات البنكية ل " الحقوقيين ". لم يكتف بذلك بل هدّد بالأسوأ إذا واصلوا تطاولهم عليه و تهديدهم له مستندا إلى حجج ووثائق دامغة . حقيقة مسكينة تونس من أمثال هؤلاء الذين لبسوا جبّة الحكم و المسؤولية و يتراقصون أمام المنابر لادّعاء بطولات كاذبة , فقد لاحظ التونسيون سياراتهم الفخمة و لباسهم أرقى الماركات العالمية بعد أن جاؤوا في غفلة من الزمن ليقفزوا على ثورة صنعها المعذّبون في الأرض لينقضّ عليها قاطني لندن و باريس , فاللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منّا , و شكرا لزهير مخلوف الذي فقدت زوجته ابنها في الشهر التاسع من الحمل بعد هرسلة بوليسية وحشية و بقي كما عهدناه مدافعا شرسا عن حقوق الإنسان . لك الله يا تونس.