بقلم / منجي باكير لم يذكر التاريخ التونسي المعاصر و لا رفاق دربه و من عرفه أنّ ( السّبسي ) كان فذّا أو شجاعا أو حكيما أو سياسيا محنّكا صاحب طبخات أو وصفات تضمّنها سجلّه السياسي فكانت له سبْقا و عليه حكرا ،،، فقط هي الظروف التي جرت في التوقيت الصحيح و التي صنعها و هيّأها أباطرة المال المحلّيين زائد مصالح دول خارجيّة تنشط في تونس هي التي قذفت به - عرَضا - في مجاري السّياسة ، لكنّ الباجي قائد السّبسي كان له من الذّكاء و الدّهاء ما مكّنه من إستثمار الوجه الأوّل من العملة ( علما أن كثيرا من المتابعين للشّأن السياسي ، لنقل العاقلين منهم ، يلومونه على أنّه لم يتب و يكفّر عن جرائمه و يعتزل علّه ينال عفو الشعب التونسي ) قلت أحسن السّبسي إستثمار هذا الوجه من العملة بدفع من نفس الأباطرة الذين أوترتهم الثورة و أزعجتهم و بتوجيه من نفس الدول ذات المصالح التب باتت في مهبّ الريح و ذات مصير مجهول ، كما مهّدوا و يمهّدون له طريق –النّتوء- السياسي من جديد و يعدونه - بعهد الأمان - بمعنى أنّه ستكون له حصانة هو أهله و من تبعه من بيادقه من طائلة قانون تحصين الثورة ،،، و لعلّ هذا ماتروّج له كواليس السياسة التونسيّة هذه الأيّام و هذا أيضا ما ترجمه راشد الغنوشي و قبله عبدالفتاح مورو قياديي حركة النهضة و بعض آخر ،،،، بل وصل الأمرباسّبسي و أتباع نداءه إلى التخويف بحدوث ثورة ثانية إذا ما استمرّ العمل على تمرير قانون التحصين !! و يعملون على بثّ هذا الخوف على لسان العُصبة ذاتها لكن بمداخل مختلفة و من مواقع مختلفة أيضا معوّلين على البروباجندا الإعلاميّة التي تواليهم ،،، و لعلّ من بركات الثورة ما انكشف بخصوص الإشارة إلى تورّط السّبسي في شبهات تحويل أموال صهر الجنرال الهارب سليم شيبوب عن طريق أخيه و ما لقي هذا الخبر من صدى في الوسط الإعلامي ، إذا ثبت هذا قضائيّا سيزيد الوضع توتّرا و إطباقا ، بل ربّما سيعطي فرصة خلط الأوراق من جديد و يدفع زيادة باتّجاه فرض رغبة الشعب برغم كلّ العراقيل و المعرقلين و ليصبح حقيقة تتحطّم على صخرتها التخيّلات الكاذبة للسّبسي و أتباعه و تندثر آخر معاقل الثورة المضادّة بسقوط واجهتها ...