بقلم / منجي باكير السّيد ناجي جلّول عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري قال في مداخلة على قناة تونسنا و التي نقلها مقال في موقع باب نات ، حاول أن يظهر رجاحة عقل باهرة وفهْما متميّزا لكُنه جدليّة المشهد السّياسي في تونس ،، فتكلّم في لهجة الخبير المتضلّع ، ظانّا أنّه أتى بما لم يقدر عليه الأوائل و بيّن أنّ حركة النهضة تشابه في مسار مفاوضاتها إسرائل و أنّها ( أي النّهضة ) تتّبع نفس السّلوك لأنّها تفاوض و في ذات الوقت تنفّذ أجنداتها ،،، حقيقة الرّجل أتعب نفسه كثيرا فأبدع في هذا التشخيص المعمّق و أراد إقناعنا بأنّه إمام جهابذة المعارضة بعد أن كشف سرّا كان خافيا على شلّته و من عاضدهم ، و أحرج حركة النّهضة بعد أن هتك عليها السّتر و كشفها علانيّة ،،، لكن ما خفي على سي ناجي و لم يدركه أنّ حركة النّهضة هي الحزب الوحيد الذي يتقن حقيقة و واقعا ممارسة الفعل السّياسي و أنّها تملك انضباطا حركيّا لا يوجد عشرُه في بقيّة الأحزاب ، و أنّها تنطلق من مرجعيّاتها الذّاتية في معالجة الإشكاليات و الحوادث ، و أنّ حركة النّهضة - بقطع النّظر عن تقييمنا العامّ لها و رأينا في ما تنتهجه - هي حزب سياسي بامتياز أثبت جدارته بنسبة مئويّة مرتفعة في إدارة شؤون البلاد في المرحلة الإنتقالية برغم كلّ العوائق التي أدمنت المعارضة على افتعالها و زرعها ، و أنّ حزب النّهضة كذلك يملك من الشّعبيّة و الإعتراف الدّولي ما تفتقر له باقي الأحزاب مجتمعة ، أحزاب تميّزت بالغوغائيّة و اصطياد الوقائع و المآسي لتلقّفها و المتاجرة بها و لا شأن لها بجوهر الحراك السّياسي و لا تمتلك مهنيّته. كما أنّ رئيسها أثبت نظريّا و واقعيّا مدى تضلّعه في جدليّة اللّعبة السياسيّة و أنّه استراتيجي يحذق فنّ السّياسة ويتقن إدارة الحوارات و المفاوضات بحرفيّة ،، و لا أدلّ على ذلك ممّا ينتج من خيبات متتالية عقب كلّ عقدة تُحكم حلقاتها أحزاب المعارضة مسنودة بالدّعم الخارجي و ضغوطاته إضافة إلى المجهود السّلبي لقوى الردّة وإفك أخطبوط الدولة العميقة ،،، طبعا ، حزب النّهضة حزب سياسي يجب أن يعيش التطوّر حتّى يؤمّن حضوره و لابدّ له من توطيد دعائمه و رسكلة أعضاءه و تثقيف جماهيره ، و هذا من حقّه الذي لا ينكره عليه كلّ متابع نزيه للشأن السياسي ، فقط وجب عليه إحترام القانون و العرف السياسي و للمجموعة الوطنيّة أن تحاسبه على كلّ خرق أو تجاوز يثبت عليه .. و ليضف سي ناجي لعلمه إن كان لا يعلم أنّه لأيّ حزب راسخ هيكليّة تنقسم على أساسها الأدوار و توزّع على أساسها أيضا المهامّ و الأعمال و الإختصاصات ،، فقط في أحزاب الرّعونة و دكتاتورية القرار الزعيم و بطانته المقرّبة هم من يتولّون كلّ المهامّ و تتوحّد فيهم وحدهم شؤون الحزب . تلك هي السّياسة و أحكامها و من لا يدريها تتخبّط بوصلته و لا يبقى له إلاّ المزايدات و الشّطحات ...