اعتبر السيد محمد هنيد المستشار الخاص لدى رئاسة الجمهورية و رئيس دائرة الإعلام أن الكتاب الأسود أعاد النفس الثوري بعد أن شنّت غرفة عمليات الثورة المضادّة حملة كبيرة ضد رئاسة الجمهورية والحكومة و الشخصيات الوطنية . و اعتبر السيد محمد هنيد أنّ الشعب نادى بإسقاط النظام و منظومة الدعاية لدى بن علي هي إحدى آليات النظام الذي تتحكّم في عقول الناس لفترة طويلة و أنفق فيها نظام الإستبداد أموالا طائلة . و انتقد بشدّة الحملة ضدّ الكتاب لأنّ السيد عبد الفتاح عمر رئيس لجنة مكافحة الفساد قد سرد نفس الوقائع في تقريره لكنه ذكر أسماء المورّطين بالتلميح { الحروف الأولى للاسم و اللقب } و لم يثر مشاكل حينها . و قال بأن الكتاب هو عمل خام و تقرير وصفي لوثائق وُجدت في مؤسسة الرئاسة و عمل إداري بحت لأنه لم يطأ سياسي واحد مكتب الإداريين وهو ما يفسر بعض الأخطاء الواردة في الكتاب وهو ما بقي من الأرشيف لأن هناك أرشيف تم اتلافه و الكل يتذكّر ابّان الثورة تلك الشاحنات التي حملت أطنان من الوثائق لعجنها . و اعتبر أن هناك محاولة لتشخيص الصراع و حصره في شخص رئيس الجمهورية . وقال بأن من رئاسة الجمهورية لم تسرب الكتاب بل المطبعة المعنية و كانت الرئاسة ستوجه نسخا إلى نقابة الصحفيين و أعضاء المجلس التأسيسي في اطار العدالة الانتقالية و قد تم فتح تحقيق في الغرض و اشار بأن النسخ الموجودة ليس بها ثمن الكتاب . و من بركات الكتاب هو صدور قانون العدالة الانتقالية الذي كان متروكا في الرفوف . من ناحية أخرى سخر المستشار القانوني لرئاسة الجمهورية محمد المسعي من مواقف بعض الأطراف التي تهدد باللجوء إلى القضاء و الحجر على أرشيف الرئاسة عبر تعيين متصرفين قضائيين و اعتبر ذلك طرفة قانونية . و لدى سؤالنا عن مصير الدعوات القضائية التي رفعها بعض الإعلاميين قال بأن القضاء مفتوح للجميع و سنقدم الوثائق إلى الجهات القضائية , و في سؤال آخر حول نية مؤسسة الرئاسة تتبع بعض المتمّعشين المذكورين في الكتاب الأسود في اطار استرداد الأموال المنهوبة أكّد رئيس دائرة الإعلام أن الأمر يدخل في نطاق استرجاع أموال الشعب التي نُهبت وهو أمر طبيعي.