بقلم الأستاذ بولبابة سالم ما تعرّضت له وزيرة السياحة السيدة آمال كربول داخل المجلس الوطني التأسيسي غير مقبول و عيب , تلك الإساءات و ذلك التجريح الشخصي و التهكّم من بعض النوّاب بسبب شبهة تعاملها مع الكيان الصهيوني . لقد استفزّتني تلك الصورة المؤثّرة لتلك السيدة وهي تتعرّض لذلك القصف اللفظي و المعنوي و كادت أن تهوي و تبكي حرقة على الموقف , فهي لم تكن تتصوّر أن يكون اليوم الذي اختارت أن تخدم فيه بلدها يصادف هجوما عنيفا على شخصها رغم التبريرات التي قدّمها رئيس الحكومة المكلف السيد مهدي جمعه عن ملابسات سفرها إلى فلسطينالمحتلة , حيث شاركت في رحلة ضمن بعثة الأممالمتحدة لتكوين شبان فلسطينيين لكن آمال كربول تعرّضت إلى الإساءة و سوء المعاملة في مطار تل أبيب فاختارت العودة و عدم إتمام مهمّتها . قد نختلف في تقييم هذه الواقعة وحتى لا يفهم كلامي خطأ لابد من توضيح موقفي الشخصي من مسألة التعامل مع الكيان الصهيوني فالجميع يعرف عدائي للصهيونية باعتبارها شكلا من أشكال العنصرية و اعتبار صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود , و أنّ فلسطين التي أعترف بها تمتد من النهر إلى البحر و من الجنوب إلى الجنوب كما تبنّيتها في انتمائي القومي و الإسلامي . لكن احتجاجي هو على الأسلوب الذي تم التعامل معه مع وزيرة السياحة فقد تابعنا وجوها يتطاير اللعاب منها و أخرى تشير قسمات وجهها إلى كثير من السخرية, و بعض هذه الوجوه لم نسمع لها صوتا أثناء نقاشات المجلس التأسيسي حول تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني و تضمين ذلك في الفصل 28 من الدستور لأن الأمر فيه ضغط من قوى دولية , و اليوم يتهجّمون على وزيرة شابة لأنها بلا سند حزبي أو عصبية جهوية , أليس ذلك قمة النفاق السياسي , و هل من الرجولة و الشهامة العربية التطاول على امرأة محترمة . بحثت في سيرة هذه السيدة المحترمة فزاد سخطي على بعض هؤلاء , إمراة مقيمة بالخارج و تعمل ضمن منظمة دولية محترمة و لها شهائد عليا عديدة يتمنى أي شخص أن يحصل على مثلها أو تُتوّج بها بناته , لا تتقن اللغة العربية جيّدا لكنها أعدّت برنامجا متكاملا لإنعاش قطاع السياحة و استغلال موقعها الدولي لخدمة تونس . سمعت أن الوزيرة وضعت استقالتها تحت تصرّف السيد مهدي جمعه حتى لا تحرج الرجل وهو في بداية تسلّمه مسؤولية الحكومة , وهو تصرّف شجاع من امرأة شابة تعبّر عن شخصية علما بأنها تحصل على أجر يساوي أضعاف ما ستتحصّل عليه من الوزارة . موقفي الشخصي هو مواصلة السيدة آمال كربول لمهامها خدمة لبلدها , أنصحها بالإعتذار على تلك الرحلة إلى فلسطينالمحتلة دفعا للحرج , أعتبرها نموذجا آخر للمرأة التونسية الناجحة و قادرة على مساعدة تونس في هذا الظّرف الصعب و الحسّاس . كاتب و محلل سياسي حملة مساندة لأمال كربول تحت شعار أنت فخر للمرأة التونسية