بقلم الأستاذ بولبابة سالم ما يحصل داخل القلعة الحمراء و البيضاء يستعصي على الفهم , لم أسمع في حياتي بفريق يحقق نتيجة غير مرضية لتهبّ فئة من جمهوره تتهجّم على رئيس ناديها بذلك الأسلوب المقزز , لم أكن أتصوّر أنّ السيد سليم الرياحي مطالب بتسجيل الأهداف في مباراة الفرص الضائعة التي خاضها فريقنا ضد الملعب القابسي . من عادة الجماهير الغاضبة أن تنتقد طريقة اللعب أو تغييرات المدرب أو اللاعبين الذين أضاعوا تلك الفرص بطريقة غريبة لكن أن تشنّ حملة مسعورة ضدّ رئيس النادي فلا يمكن فهم ذلك إلا إذا كان الهدف من تلك الردود العنيفة شيء آخر غير الغضب على نتيجة المباراة . لقد بان بالكاشف أنّ الأمر يتجاوز مقابلة كرة قدم . و ما الردود الجمهور المستنكرة لجمهور الفريق على ما حصل بعد مباراة قابس إلا دليل إضافي أنّ الأغلبية المطلقة من أحبّاء الإفريقي عقلانيون و ينظرون إلى مصلحة الجمعية و مستقبلها , يدرك أحبّاء الإفريقي العظيم أنّ هناك من يريد عودة وجوه البؤس و التسوّل و الميزيريا و من عجزوا ذات يوم عن دفع ألف دينار لتسديد خطية مالية ليخسر فريقنا ثلاثة نقاط ثمينة ضد الملعب التونسي , إنّه الحنين إلى الزمن الذي كانت فيه بعض الفرق المنافسة تجلب لاعبي الإفريقي إلى صفوفها من حديقة منير القبايلي دون أن يتحرّك هؤلاء فلم نجد تلك الغيرة على الجمعية و لا ذلك التباكي الذي يظهر على وجوههم اليوم . لقد حوّل سليم الرياحي النادي الإفريقي إلى فريق تستشيره الفرق الأخرى عند انتداب أي لاعب و لو كان اجنبيا خوفا من دخول الإفريقي على الخط ّ . و بعض تلك الفرق تنتظر اليوم الذي يغادر في الرياحي رئاسة الإفريقي ليعاودوا صنيعهم السابق و ليضحكوا على أحباء فريق حقق لهم ما عجزوا عنه . نعم لقد أصبح الإفريقي مهابا فلم نعد نسمع عن تلك المهازل من العجز عن تسديد أجور اللاعبين و المدربين أو عدم توفر الأزياء الرياضية للأصناف الصغرى عندما كان فريق الأصاغر ينتظر فريق الأداني لارتداء أزيائهم . أقول تلك الحقائق المؤلمة لمن ذاكرتهم قصيرة . لقد شهد جميع المتابعين أن الإفريقي قدم أحسن مقابلة منذ انطلاق الموسم ضد الملعب القابسي و مازالت البطولة طويلة و لنا ثقة في المستقبل لأننا نملك مقومات النجاح , هل ثار جمهور ريال مدريد على رئيسه بيريس عندما عجز عن رفع لقب البطولة رغم قيمة الإنتدابات ؟ تتحدّث آخر الأخبار عن نية سليم الرياحي الإستقالة من رئاسة الفريق وهو ما لا نتمناه لأن من حرّضوا تلك الفئة على رئيس النادي لا يملكوا أي برنامج و لن يدفعوا مليما واحدا اليوم لأنهم لم يدفعوا في السابق فضلا عن الظروف التي تعيشها بلادنا اليوم .إنها الإدارة العميقة من وجوه تعتبر الإفريقي وراثة بينها و لا تقبل أي شخصية أخرى و بعضهم طالب بمبالغ مضحكة دفعها في السابق عندما سمع بترؤّس سليم الرياحي للفريق ؟ هل نسي جمهور الإفريقي أن الرجل دفع خمسة مليارات عجزا ماليا تركته الهيئات السابقة ؟ تفيد آخر الأرقام بأن الرياحي دفع أكثر من أربعين مليارا من ماله الخاص فهل يقدر هؤلاء على دفع خمسها اليوم ؟ هل يعلم هؤلاء أن الدولة عاجزة اليوم عن تمويل الفرق الرياضية لأن لها استحقاقات أخرى ؟ نرجوا أن يعي جمهور الإفريقي دقة المرحلة , و في الجلسة العامة يمكننا تقييم عمل الهيئة الحالية بعيدا عن الأساليب الهمجية و العنتريات الفارغة . و عاش فريق الشعب .