- بوصبيع مستاء من الجحود ونكران الجميل - العتروس ضحية محيطه واختياراته - لا أصلح للوزارة... ووضعيتي أفضل من وزير! ما يحدث في النادي الإفريقي شبيه بما يحدث في المسلسلات المكسيكية على امتداد كامل حلقاتها تشويق وإثارة حتى تعتقد أن الأحداث ستتواصل إلى ما لانهاية وتخال نفسك في نفق مسدود أبطال بالجملة وتسارع رهيب للأحداث ليبقى المشجع الوفي والمشاهد المواظب على المتابعة ينتظر الحلقة الختامية علها تكون سعيدة وتحمل معها بشائر الفرج وتقطع مع كل ما احتواه المسلسل على امتداد بثه من أحداث مؤسفة ومؤلمة ووقائع تهز المشاعر والأحاسيس.. انتظارات المتفرج كبيرة وانتظارات جماهير الإفريقي اكبر ولكنه مل الانتظار وسئم كثرة الوعود فأصبح يبحث عمن هو قادر على تحقيق حلمه في رؤية فريقه مجددا على منصات التتويج ... «توة... توة» شعار رفعه الحزب الوطني الحر أثناء انتخابات التأسيسي ولكنه حصد مقعدا وحيدا خيب آمال مؤسسيه ولكن هذا الشعار في انتخابات الكرة قد يفرز رئاسة لواحد من أعرق الفرق التونسية وقد يمهد لمقاعد إضافية ومكانة سياسية عجز عن تحقيقها هذا الحزب... بين مؤيد ومعارض لترشح الرياحي لرئاسة الإفريقي يعيش هذا النادي في الفترة الأخيرة تجاذبات كبرى وصراعات بالجملة واختلفت الرؤى وتصدعت العلاقات بين الأسرة الواحدة... إشاعات وتلميحات وتسريبات لما يدور داخل الكواليس... أسماء طفت على السطح واختفت في لمح البصر... تحالفات أملتها الحملة الانتخابية التي لم تسلم من المال الرياضي قبل بدايتها بصفة رسمية... جماهير تجندت لمساندة طرف على حساب طرف آخر... كلها محاور تحدثنا فيها مع ضيفنا ...الصادق ساسي أو كما يحلو تسميته «عتوقة» رمز من رموز النادي والكرة التونسية فتحنا معه الملفات لمعرفة ما يجول في خاطره فكان هذا الحوار. أين أنت من كل ما يحدث في الإفريقي؟ أتألم في صمت وساءني ما يحدث في الإفريقي وما وصل إليه حال النادي في الفترة الأخيرة, فوضى بأتم ما في الكلمة من معنى إلى درجة أصبحنا نتحدث عن الإضرابات داخل هذا النادي العريق وامتناع اللاعبين عن التمارين بسبب تجاوزات الهيئة وعدم قدرتها على الإيفاء بوعودها وتسديد ما تخلد بذمتها من رواتب ومنح فكيف نطالب اللاعب بالعطاء فوق الميدان وبحسن الأداء ونحن عاجزون عن توفير قوته ومستحقاته... لقد التقيت السيد حمادي بوصبيع فور وصولي إلى تونس والتقينا حول ضرورة التغيير ولكن في المقابل لابد من اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وتجنب التغيير لمجرد التغيير تفاديا للتجاوزات ولكل ما من شانه أن يزيد في تعقيد الوضع وتعكير الأجواء... لمن تحمل المسؤولية؟ أحمل المسؤولية كاملة للهيئة الحالية التي عجزت عن إيجاد الحلول والخروج بالفريق من الأزمة الخانقة التي أصبح يتخبط فيها لقد أخطأ جمال العتروس في اختياراته وأساء انتقاء العناصر التي بإمكانها أن تفيد الفريق. إن التركيبة الحالية للهيئة والأسماء التي تدير دواليب النادي ليست قادرة على الوصول بالفريق إلى بر الأمان لقد طال غيابي في الفترة الأخيرة وتفاجات بترتيب الفريق والوضعية الصعبة التي يعيشها وعليه لابد أن تترك هذه المجموعة المجال لغيرها لمن هو قادر على تقديم الإضافة وإدخال التحويرات الضرورية التي بإمكانها أن تعيد للفريق إشعاعه المفقود... ومن تراه يستجيب للمواصفات المطلوبة في هذا الظرف؟ لابد أن نعطي الفرصة لعناصر شابة قادرة على اخذ المشعل عن كبار النادي الذين لم يعد باستطاعتهم بسبب كبر السن أن يواصلوا المشوار وتحمل أعباء المسؤولية. إن الإفريقي أنجب لاعبين أفذاذ قادرين على تقديم الإضافة والإفادة بالنظر إلى ما اكتسبوه من تجربة كروية هامة فلماذا لا نعطي الفرصة لأبناء الرويسي والسليمي الذين يحظون بشعبية كبيرة لدى القاصي والداني ويتمتعون بمستوى طيب يخول لهم أن يساهموا في تسيير دواليب النادي فلماذا هذا الإقصاء لأبناء الفريق... تعتقد أنهم قادرون على رئاسة الفريق؟ لا أتحدث عن رئاسة الفريق فالمسؤوليات متعددة داخل الهيئة ولابد من روح شبابية داخل الهيئة وإضفاء دماء جديدة لأن كبار النادي صرحوا علنا بعدم قدرتهم على العودة مجددا لدفة الرئاسة واعتقد أن الظرف الحالي يقتضي إعطاء الفرصة لسليم الرياحي لقيادة الإفريقي الذي أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في تولي المسؤولية خصوصا وأن له من الإمكانيات المادية الكثير وقادر على ضخ نفس جديد ومساعدة النادي على الخروج من الضائقة المالية التي يعيشها والتي أثرت عليه بشكل كبير... كلامك يتناقض مع ما راج في الفترة الأخيرة ومفاده أن سليم الرياحي رفض استقبالك في مكتبه؟ كلام عار من الصحة واستغربت من ترويج مثل هذه الأكاذيب والأقاويل الباطلة، لقد كنت متغيبا طوال الفترة الماضية وكنت موجودا خارج التراب التونسي بحكم الالتزامات المهنية في الإمارات العربية المتحدة وقد عدت في الآونة الأخيرة وبلغني ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الشيء الذي أثار دهشتي واستغرابي وقد اتصلت بالبعض منهم لرفع الالتباس... إن هذا الأمر جعلني متخوفا من التواصل أو الاتصال المباشر بالشخص مخافة أن تكون له أحكام مسبقة نحوي قد تؤثر على طبيعة العلاقة بيننا... نفهم من كلامك انك من المساندين لصعود الرياحي للرئاسة؟ ككل محب للإفريقي غيور على ناديه أتمنى كل ما فيه الخير لفريقي خصوصا وأن الوضع الراهن يقتضي التدخل العاجل لترميم البيت وإعادة الأمور إلى نصابها فمثلما توسمنا خيرا في السابق في جمال العتروس الذي حظي في تلك الفترة بمساندة الجميع دون استثناء وكنا من المدعمين له علينا الآن أن نفتح الأبواب أمام كل شخص قادر على الإفادة واعتقد كما اسلفت الذكر أن الرياحي من أحباء الفريق وقادر على النجاح بشرط... في اعتقادك ما هي شروط النجاح؟ قبل أن أتحدث عن شروط النجاح بالنسبة لسليم الرياحي أريد أن أعرج على الفترة التي قضاها جمال العتروس في الإفريقي لقد اجتهد وحاول أن يرتقي بالفريق إلى مستوى طيب إلا انه لم يحسن اختيار أعضاء الهيئة وعول على أشخاص لم تفد الفريق وإنما ساهمت بشكل كبير ومباشر في ما وصل إليه الإفريقي اليوم وبالتالي فقد العتروس كل الدعم والمساندة وعليه لابد أن يتعظ سليم الرياحي من التجارب السابقة ويحاول تعزيز الهيئة بأسماء على قدر من النزاهة والكفاءة والاحترام ويتجنب فسح المجال للمتمعشين الذين يتهافتون على المسؤولية لأسباب لم تعد تخفى على الجميع... هل تعتقد أن كبار النادي سيمنحون ثقتهم لسليم الرياحي؟ كبار النادي طموحهم رؤية الفريق في أفضل المراتب وفي أحسن الحالات وبالتالي لا يمكنهم أن يختلفوا في هذا مع القاعدة الجماهيرية الكبيرة للإفريقي. وكما سبق أن ذكرت في بداية الحوار لقد سمعت كل خير عن سليم الرياحي من البعض من كبار النادي وهو يحظى بثقتهم واحترامهم عكس ما يروج في الفترة الأخيرة في الكواليس وما تداولته البعض من وسائل الإعلام وقد تأكد ذلك أثناء لقائي بالسيد حمادي بوصبيع الذي أكد على ضرورة تمكينه من رئاسة الإفريقي وإعطائه الفرصة لتسيير دواليب النادي خصوصا أنه أعرب عن استعداده لتحمل المسؤولية وعليه لابد أن نمنحه الوقت الكافي لتنفيذ برنامجه في صورة ترشحه رسميا. إن الكثير من أحباء الإفريقي لا يميزون بين الغث والسمين ولا يدركون ما فيه صلاح النادي واستقامة الحال... إن الرياحي من المتابعين الأوفياء للإفريقي وبالتالي كفى من ترويج الإشاعات الباطلة التي تهدف إلى الإقصاء لا إلى البناء. لقد طالت هذه الإشاعات السيد حمادي بوصبيع في الفترات الأخيرة وتفاقمت الادعاءات الباطلة وحاولوا التنكر له ولاقى الجحود ونكران الجميل بالرغم من كل ما بذله وما وفره للنادي أثناء الحاجة وتناسوا المبالغ الكبيرة التي وضعها على ذمة الإفريقي لتسديد حاجياته وتجاوز مشاكله المادية في ظل غياب الجماهير وإجراء المباريات دون حضور الجمهور. لقد كان سندا لكل أبناء النادي وساهم في تشغيل العديدين وفي حل مشاكل الكثيرين. إن الطاهر الشايبي مر بوضعية صعبة وقد تقمص زي الفريق لسنوات ودافع ببسالة واستماتة عن ألوان النادي وتنكر له الجميع في الفترات العصيبة التي عاشها مؤخرا لولا تدخل حمادي بوصبيع وحمودة بن عمار فلم هذا الجحود حتى نخسر سندا ومن كان يوفر لنا الأمان في وقت الحاجة ...لقد سعى البعض إلى الترويج إلى أنه عارض بشدة فكرة دخول الرياحي للإفريقي ولكني أؤكد وأقسم أنه طلب مني في لقائي الأخير به ضرورة مساعدته وتقديم العون له لينجح في مهامه وعليه يرتقي الإفريقي إلى مكانه الطبيعي... في لقائك الأخير بالسيد حمادي بوصبيع هل عبر لك عن استيائه؟ نعم هو مستاء كثيرا لما يحدث ويأسف لهذا الجحود ولمحاولة حشر اسمه في كل مرة في مواضيع لا دخل له فيها... عادة عتوقة يكتفي بالمتابعة عن بعد، هل هو اختيار شخصي أم استبعاد من أهل القرار داخل النادي؟ تحملت المسؤولية مع السيد حمودة بن عمار لفترة طويلة لأنه منحني ثقته كاملة ولم يتدخل في مهامي وكان ملتزما بمبدإ توزيع المسؤوليات داخل الهيئة الواحدة وأتذكر جيدا أنني اقترحت عليه في تلك الفترة أن ندخل بالفريق في تربص مغلق على امتداد كامل شهر رمضان باعتباره مراهنا بارزا على لقب البطولة المحلية واقتربنا من نهاية الموسم الرياضي واحتد التنافس بين كل الفرق على حد السواء وكنت من خلال ذلك أسعى إلى الابتعاد بالفريق عن الأجواء الرمضانية وما تتميز به من صخب وسمر وقد استجاب آنذاك السيد حمودة بن عمار لمطلبي بعد أن تناقشنا في فحوى المقترح وتدارسنا كل جوانبه ...لقد سبق ومررت بنفس التجربة عندما كنت شابا في فترة رئاسة السيد عزوز لصرم فقد أقمت صحبة الطاهر الشايبي طوال شهر رمضان في احد النزل بضاحية قمرت باعتبارنا مدمنين على السهر ولعب الورق وتفاديا لكل ما من شانه أن يؤثر على عطائنا داخل الميدان اتخذ السيد عزوز لصرم هذا القرار وتقبلناه بصدر رحب... و هو ما جعلني أواصل مهامي لفترة طويلة نسبيا عكس بقية الفترات الأخرى... هل يمكن أن نشاهدك مستقبلا في الإفريقي؟ الإفريقي فريقي الذي كبرت وترعرعت فيه وبفضله سطع اسم عتوقة داخل تونس وخارجها ولا استطيع أن أنكر أفضاله أو أن أتنكر له وأنا مدين له بما أحظى به من تقدير وتبجيل ومتابع وفي لكل أخباره وما يحوم حوله ولكني لا استطيع أن أكون سوى متفرج ومشجع ومساند له حتى في أحلك الحالات... إن سني لا يسمح لي بالدخول إلى عالم التسيير مجددا هذا إلى جانب شواغلي خارج تونس وبالتالي لابد من التعويل على الشبان... كثر الحديث عن عتوقة في الإمارات ما هو الوظيف الذي يشغله الصادق ساسي بالضبط؟ أنا أعيش في جنة الإمارات ولي حظوة لا تقاس بثمن من أبناء الشيخ زايد. وما أسباب هذه الحظوة؟ اشتغلت لفترة في نادي العين الإماراتي وكانت الفرصة متاحة في تلك الفترة للتعرف إلى أشخاص تكونت بيننا صداقات متينة وعلاقات مستديمة تواصلت والحمد لله إلى الآن.. لكن هل لك وظيف معين في الإمارات الآن؟ هذه بطاقتي سيدتي الكريمة وبإمكانك الاطلاع عليها فأنا أشغل خطة مستشار في دولة الإمارات تحديدا لوزير الخارجية سمو الشيخ عبد الله ابن زايد آل نهيان وهذه البطاقة التي بين يديك تسهل مهمتي وتمكنني من العون داخل التراب الإماراتي... إنني أتنقل في هذا البلد الشقيق وكأني في تونس بين أهلي وأحبتي وانتهز هذه الفرصة لأتوجه بتحية من الأعماق لأبناء الشيخ زايد دون استثناء... مستشار لدى وزير الداخلية الإماراتي هل أن هذا يجعلك تطمح بأن تصبح في يوم ما وزيرا للرياضة في تونس؟ طارق ذياب يستحق أن يكون وزيرا للشباب والرياضة فهو في اعتقادي يستجيب للمواصفات المطلوبة ولا تجوز مقارنتي به فانا اعرف جيدا حدود إمكانياتي والتي لا تسمح لي بالارتقاء إلى هذه الرتبة لقد اخترت الرياضة وانقطعت عن مواصلة تعليمي وكنت في المرات القلائل التي ذهبت فيها إلى المدرسة اكتفي أثناء الدرس برسم حارس وكرة فقد كان اهتمامي منصبا على عالم الجلد المدور وكان علي في تلك الفترة الاختيار إما مواصلة المشوار بين مقاعد الدراسة أو نحت مسيرة رياضية علها تقودني في تلك الفترة إلى تحقيق حلمي وكان الاختيار على الحل الثاني ودخلت عالم الكرة إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن وأعتبر نفسي في وضعية وفي ظروف أفضل بكثير من الوزير... كنت من المساهمين في وصول المنتخب إلى الأرجنتين ولكن اختيارات الشتالي الفنية حتمت إقصاءك هل مازلت تحمل غيظا على الشخص؟ صراحة لا أريد النبش في الماضي وقد طويت الصفحة نهائيا ولا أريد العودة إلى الوراء. إن علاقتي طيبة بالسيد عبد المجيد الشتالي وقد هاتفته مؤخرا للسؤال عن حاله لكن هذا لا ينفي رغبتي في تلك الفترة في أن أكون ضمن المجموعة في المسابقة الأكبر على مستوى اللعبة ولا يعني في نفس الوقت أني أحمل غيظا على زميلي وصديقي السيد مجيد الشتالي فقد لعبت إلى جانبه وتدربت تحت إشرافه وعليه تجمعنا ذكريات طيبة وأكن له كل التقدير والاحترام... ما هي الرسالة التي يمكن أن يضمنها عتوقة لجماهير الإفريقي؟ لقد تعود هذا الجمهور العزيز على الوفاء لفريقه ومساندته في كل الأوقات وعليه لابد أن يتحلى بالصبر لان ساعة الفرج اقتربت ولنفترض أن الموسم الرياضي الحالي انتهى ولم يحصد الفريق لقبا من الألقاب فذلك ليس نهاية العالم ولكن المهم أن نتعظ من الأخطاء المرتكبة ونؤسس لغد أفضل يستعيد من خلاله الإفريقي بريقه وإشعاعه ونجاحه على المستوى الرياضي...